للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالحديث، صنّف مسندا متقنا، وسمع من جدّه ولم يتكهّل، وكان من أذكياء الفقهاء.

وفيها أبو الحسن محمد بن أحمد بن أيوب بن الصلت بن شنبوذ المقرئ [١] أحد أئمة الأداء. قرأ على محمد بن يحيى الكسائي الصغير، وإسماعيل بن عبد الله النحاس، وطائفة كثيرة. وعني بالقراءات أتم عناية، وروى الحديث عن عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي، ومحمد بن الحسين الحنيني، وتصدّر للإقراء [٢] ببغداد، وقد امتحن في سنة ثلاث وعشرين كما مرّ [٣] ، وكان مجتهدا فيما فعل رحمه الله. قاله في «العبر» .

وقال ابن خلّكان [٤] : كان من مشاهير القرّاء وأعيانهم، وكان ديّنا، وفيه سلامة صدر، وفيه حمق، وقيل: إنه [٥] كان كثير اللحن قليل العلم، وتفرد بقراءات شواذ، وكان [٦] يقرأ بها في المحراب. فأنكرت عليه، وبلغ ذلك الوزير ابن مقلة الكاتب المشهور، وقيل له: إنه يغيّر حروفا من القرآن ويقرأ بخلاف ما أنزل، فاستحضره [٧] في أول شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة، واعتقله في داره أياما، فلما كان يوم الأحد سابع الشهر المذكور استحضر الوزير المذكور [القاضي] أبا الحسين [٨] عمر بن محمد، وأبا بكر أحمد بن موسى بن العبّاس بن مجاهد المقرئ، وجماعة من أهل القرآن،


[١] مترجم في «العبر» (٢/ ٢١٩) و «سير أعلام النبلاء» (١٥/ ٢٦٤- ٢٦٦) .
[٢] لفظة «للإقراء» سقطت من «العبر» فتستدرك فيه.
[٣] انظر ص (١٢٠) من هذا المجلد.
[٤] في «وفيات الأعيان» (٤/ ٢٩٩) .
[٥] لفظة «إنه» سقطت من الأصل وأثبتها من المطبوع و «وفيات الأعيان» .
[٦] في «وفيات الأعيان» : «كان» .
[٧] في الأصل والمطبوع: «فاستحضر» وما أثبته من «وفيات الأعيان» .
[٨] في الأصل والمطبوع: «أبا الحسن» والتصحيح من «وفيات الأعيان» ولفظة «القاضي» زيادة منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>