للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقال لها شبليّة [١] ومولده بسرّ من رأى. كان خاله أمير الأمراء بالإسكندرية، وكان الشّبلي حاجب الموفّق، وكان أبوه حاجب الحجّاب، وكان الموفق جعل لطعمته دماوند [٢] ثم حضر الشّبلي يوما مجلس خير النسّاج، فتاب فيه ورجع إلى دماوند [٢] ، وقال: أنا كنت حاجب الموفق، وكان ولايتي بلدتكم هذه، فاجعلوني في حلّ، فجعلوه في حلّ، وجهدوا أن يقبل منهم شيئا فأبى، وصار بعد ذلك واحد زمانه حالا ويقينا.

وقال شيخه الجنيد: لا تنظروا إلى الشّبليّ بالعين التي ينظر بعضكم إلى بعض، فإنه عين من عيون الله [٣] .

وكان الشّبليّ فقيها عالما، كتب الحديث الكثير.

وقال محمد بن الحسن البغدادي: سمعت الشّبلي يقول: أعرف من لم يدخل في هذا الشأن حتّى أنفق جميع ملكه، وغرّق في هذه الدّجلة التي ترون سبعين قمطرا مكتوبا بخطه، وحفظ «الموطأ» وقرأ بكذا وكذا قراءة، عنى به نفسه [٤] .

وقال: كتبت الحديث عشرين سنة، وجالست الفقهاء عشرين سنة.

وصحب الجنيد ومن في عصره، وصار أوحد العصر حالا وعلما، وتوفي في ذي الحجة، ودفن بالخيزرانية ببغداد بقرب الإمام الأعظم، وله سبع وثمانون سنة، وورد أنه سئل إذا اشتبه على المرأة دم الحيض بدم الاستحاضة كيف تصنع؟ فأجاب بثمانية عشر جوابا للعلماء. انتهى ملخصا.


[١] انظر «آثار البلاد وأخبار العباد» للقزويني ص (٥٤٠- ٥٤١) .
[٢] كذا في الأصل والمطبوع: «دماوند» ولم أقف على ذكر لها بهذا الاسم في المصادر والمراجع التي بين يدي، ولعلها محرفة من «دنباوند» التي تعرف ب «دمندان» والله أعلم.
انظر «آثار البلاد وأخبار العباد» للقزويني ص (١٩٢) و «معجم البلدان» (٢/ ٤٧١) و «الأعلام» (٢/ ٣٤١) .
[٣] أقول: هذه العبارة من شطحات الصوفية. (ع) .
[٤] أقول: وهذه العبارات أيضا من الشطحات، ومن الأمور التي لا يجوز فعلها. (ع) .

<<  <  ج: ص:  >  >>