للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن ذلك قولهم بقدم العالم وأزليته، ولم يذهب أحد من المسلمين إلى شيء من هذه المسائل.

وأما ما وراء ذلك من نفيهم الصفات، وقولهم إنه عالم الذات، لا بعلم زائد [على الذات] [١] وما يجري مجراه، فمذهبهم فيه قريب من مذهب المعتزلة، ولا يجب تكفير المعتزلة [بمثل ذلك] [١] .

وقال فيه [٢] أيضا: القسم الثالث الإلهيون، وهم المتأخرون، مثل سقراط، وهو أستاذ أفلاطون [٣] وأفلاطون [٣] أستاذ أرسطاطاليس، وهو الذي رتب لهم المنطق، وهذّب [لهم] العلوم وحرر لهم ما لم يكن محررا [٤] من قبل، وأوضح لهم ما كان انمحى من علومهم [٥] .

وهم بجملتهم ردّوا على الصنفين الأولين من الدهرية والطبيعية، وأوردوا في الكشف عن فضائحهم ما أغنوا به غيرهم، وكفى الله المؤمن القتال بتقابلهم.

ثم ردّ أرسطاطاليس على أفلاطون، وسقراط، ومن كان قبله من الإلهيين ردّا لم يقصر فيه، حتّى تبرأ عن جميعهم، إلا أنه استبقى أيضا من رذائل كفرهم وبدعتهم بقايا، لم يوفّق للنزوع عنها، فوجب تكفيرهم وتكفير شيعهم من الإسلاميين، كابن سينا، والفارابي، وأمثالهما.


وَما يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ من مِثْقالِ ذَرَّةٍ في الْأَرْضِ وَلا في السَّماءِ ١٠: ٦١ ولقد ظن محقق «المنقذ من الضلال» الذي بين يدي كلام الإمام الغزالي الآية التي سبقت الإشارة إليها من سورة يونس، فقام بترقيمها في الحاشية، وذلك من الخطأ الفاحش.
[١] ما بين حاصرتين زيادة من «المنقذ من الضلال» ص (٦٠) .
[٢] يعني في «المنقذ من الضلال» ص (٤٦- ٤٨) .
[٣] تحرف في الأصل والمطبوع إلى «أفلاطن» والتصحيح من «المنقذ من الضلال» وقد نقل المؤلف عنه بتصرف.
[٤] في الأصل والمطبوع: «وخمر لهم ما لم يكن مخمرا من قبل» وهو خطأ، والتصحيح من «المنقذ من الضلال» .
[٥] في «المنقذ من الضلال» : «وأنضج لهم ما كان فجّا من علومه» .

<<  <  ج: ص:  >  >>