شعبان، وله ثمانون سنة. روى عن أبي بكر بن أبي الدّنيا وأقرانه، وله جزء معروف.
وفيها الحافظ الكبير أبو يعلى، عبد المؤمن بن خلف التميمي النّسفي [١] الثقة، وله سبع وثمانون سنة. رحل وطوّف، وسمع أبا حاتم الرّازي وطبقته، وعنه: عبد الملك الميداني، وأحمد بن عمّار بن عصمة، وأبو نصر الكلاباذي، وكان عظيم القدر، عالما، زاهدا، كبيرا، وصل في رحلته إلى اليمن، وكان مفتيا ظاهريا أثريا، أخذ عن أبي بكر بن داود الظاهري.
وفيها أبو العبّاس المحبوبي، محمد بن أحمد بن محبوب المروزي، محدّث مرو وشيخها ورئيسها، توفي في رمضان، وله سبع وتسعون سنة.
روى «جامع الترمذي» عن مؤلفه، وروى عن سعيد بن مسعود، صاحب النّضر بن شميل، وأمثاله.
وفيها أبو بكر بن داسة، البصري التّمّار، محمد بن بكر بن محمد بن عبد الرزاق، راوي «السنن» عن أبي داود.
وفيها محدّث ما وراء النهر، أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله بن حمزة البغدادي، نزيل سمرقند، في ذي الحجة، انتقى عليه أبو علي النيسابوري أربعين جزءا. روى عن أبي بكر بن أبي الدّنيا، وأحمد بن عبيد الله النّرسي والكبار، وكان كثير الأسفار للتجارة، ثبتا رضيا.
وفيها محدّث خراسان ومسند العصر، أبو العبّاس الأصم، محمد بن يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان الأموي، مولاهم النيسابوري، المعقلي، المؤذن، الورّاق، بنيسابور، في ربيع الآخر، وله مائة إلا سنة. حدث له الصمم بعد الرحلة ثم استحكم به، وكان يحدّث من لفظه. حدث في الإسلام نيّفا وسبعين سنة، وأذّن سبعين سنة، وكان حسن الأخلاق، كريما،
[١] انظر ترجمته ومصادرها في «سير أعلام النبلاء» (١٥/ ٤٨٠- ٤٨٣) .