للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها المتنّبيّ، شاعر العصر، أبو الطيب، أحمد بن الحسين بن الحسن الجعفيّ الكوفيّ، في رمضان، بين شيراز والعراق، وله إحدى وخمسون سنة.

قال في «العبر» [١] : وليس في العالم [أحد] أشعر منه أبدا، وأمّا مثله فقليل.

وقال ابن الأهدل: قدم الشام في صباه، واشتغل بفنون الأدب [٢] ، ومهر فيها، وتضلع من علم اللغة. قال له أبو علي الفارسي، صاحب «الإيضاح» و «التكملة» : كم لنا من الجموع على وزن فعلى؟ فقال له: المتنّبيّ سريعا:

حجلى وظربى، قال الفارسي: ففتشت كتب اللغة ثلاث ليال، فلم أجد لهما ثالثا. حجلى جمع حجل، وهو الطائر المسمى بالقبج، وظربى جمع ظربان، كقطران، وهي دابة منتنة الرائحة.

ومن الناس كثير يرجحون المتنبي على أبي تمام. ومن بعده. ورزق سعادة في شعره، واعتنى العلماء بديوانه فشرحوه أكثر من أربعين شرحا.

مدح جماعة من الملوك، ووصله ابن العميد بثلاثين ألفا، وأتاه من عضد الدولة صاحب شيراز مثلها.

وسمي المتنّبيّ لأنه ادّعى النبوّة في بادية السماوة، وتبعه خلق كثير من كلب وأخرج [إليه] [٣] لؤلؤ أمير حمص نائب الإخشيذية فأسره واستتابه، وتفرّق أصحابه، وكان كافور الإخشيذي يقول لما هجاه: من ادّعى النبوّة، أما يدعي الملك.


ما أثبته، وإنما نسب إلى مصر لسكنه «تنّيس» . انظر «سير أعلام النبلاء» (١٦/ ٨٠) و «العبر (٢/ ٣٠٥ ٣٠٦) .
[١] (٢/ ٣٠٦) .
[٢] في المطبوع: «في فنون الأدب» .
[٣] لم ترد في الأصل وأثبتها من المطبوع.

<<  <  ج: ص:  >  >>