للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما استعصى [١] من بلاد المغرب، فسار إلى فاس، ثم منها إلى سجلماسة ففتحها، ثم توجه إلى البحر المحيط وصاد من سمكه وجعله في قلال الماء، وأرسله إلى المعز. ثم رجع إلى المعز ومعه صاحب سجلماسة، وصاحب فاس أسيرين في قفصي حديد، وقد وطن له البلاد من باب إفريقية إلى البحر المحيط في جهة الغرب، وفي جهة الشرق من باب إفريقية إلى أعمال مصر، ولم يبق بلد من هذه البلاد إلا أقيمت فيه دعوته، وخطب له في جميعه جمعته وجماعته، إلا مدينة سبتة، فإنها بقيت لبني أمية أصحاب الأندلس.

ولما وصل الخبر إلى المعز- المذكور- بموت كافور الإخشيذي صاحب مصر، تقدم إلى القائد جوهر ليتجهز للخروج إلى مصر، فخرج أولا لإصلاح أموره، وكان معه جيش عظيم وجميع [٢] قبائل العرب الذين يتوجه بهم إلى مصر.

وخرج المعز بنفسه في الشتاء إلى المهدية، فأخرج من قصور آبائه خمسمائة حمل دنانير وعاد إلى قصره.

ولما عاد جوهر بالرجال والأموال، وكان قدومه على المعز يوم الأحد سابع عشري محرم، سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة، أمره المعز بالخروج إلى مصر، فخرج ومعه أنواع القبائل، وأنفق المعز في العسكر المسيّر صحبته أموالا كثيرة، حتّى أعطى من ألف دينار إلى عشرين دينارا، وغمر [٣] الناس بالعطاء. وتفرقوا [٤] في القيروان وصبرة [٥] في شراء حوائجهم، ورحل معه


[١] في الأصل والمطبوع: «ما استعصى له» وما أثبته من «وفيات الأعيان» .
[٢] في «وفيات الأعيان» : «وجمع» .
[٣] في الأصل والمطبوع: «وأغمر» وأثبت لفظ «وفيات الأعيان» .
[٤] في «وفيات الأعيان» : «وتصرفوا» .
[٥] في الأصل والمطبوع: «وصيره» وهو تصحيف والتصحيح من «وفيات الأعيان» وانظر «معجم البلدان» (٣/ ٣٩١- ٣٩٢) و «الروض المعطار» (٣٥٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>