أيضا الوزير أبو الفضل جعفر بن الفرات، وأقام المعز هناك ثلاثة أيام، وأخذ العسكر في التعدية بأثقالهم إلى ساحل مصر، ولما كان يوم الثلاثاء خامس رمضان، عبر المعز النيل ودخل القاهرة، ولم يدخل مصر، وكانت قد زيّنت له، وظنوا أنه يدخلها، وأهل القاهرة لم يستدعوا للقائه لأنهم بنوا الأمر على دخوله مصر أولا، ولما دخل القاهرة ودخل القصر ودخل مجلسا فيه [١] خرّ ساجدا [لله تعالى] ثم صلى فيه ركعتين، وانصرف الناس عنه.
وكان المعز عاقلا، حازما، سريا، أديبا حسن النظر في النجامة، وينسب إليه من الشعر:
لله ما صنعت بنا ... تلك المحاجر في المعاجر
أمضى وأقضى في النفو ... س من الخناجر في الحناجر
انتهى ما أورده ابن خلكان ملخصا.
[١] في «وفيات الأعيان» : «ودخل مجلسا منه» وما بين حاصرتين زيادة منه.