للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن قاضي شهبة: ولد بهراة سنة اثنتين وثمانين ومائتين، وكان فقيها صالحا، غلب عليه علم اللغة، وصنّف فيه كتابه «التهذيب» الذي جمع فيه فأوعى، في عشر مجلدات، وصنّف في التفسير كتابا سمّاه «التقريب» .

انتهى ملخصا.

وقال ابن خلّكان [١] : وحكى بعض الأفاضل أنه رأى بخطه، قال:

امتحنت بالأسر سنة عارضت القرامطة الحاجّ [٢] بالهبير، وكان القوم الذي وقعت في سهمهم عربا نشؤوا في البادية يتتبعون مساقط الغيث أيام النجع، ويرجعون إلى أعداد المياه في محاضرهم زمان القيظ، ويرعون النعم ويعيشون بألبانها، وكنّا نشتّي بالدهناء، ونرتبع بالصّمّان، ونقيظ بالسّتارين، واستفدت من محاورتهم ومخاطبة بعضهم بعضا ألفاظا جمّة، ونوادر كثيرة، أوقعت أكثرها في كتابي- يعني «التهذيب» -. انتهى.

وفيها الحافظ الكبير، أبو بكر غندر، محمد بن جعفر البغدادي الورّاق الثقة. كان رحّالا جوّالا، توفي بأطراف خراسان غريبا. سمع بالشام، والعراق، ومصر، والجزيرة. وروى عن الحسن بن شبيب المعمري، ومحمد بن محمد الباغندي، وطبقتهما. وعنه: الحاكم، وأبو نعيم، وغيرهما.

قال الحاكم: دخل إلى أرض التّرك، وكتب من الحديث ما لم يتقدمه فيه أحد كثرة.

وفيها أبو زرعة اليمني الإستراباذي، محمد بن إبراهيم الحافظ [٣] .

روى عن علي بن الحسين بن معدان، والسّراج، وأبي عروبة الحرّاني.

وعنه: الإدريسي، وحمزة السهمي، وهو ثقة. قاله ابن بردس.


[١] انظر «وفيات الأعيان» (٤/ ٣٣٤- ٣٣٦) .
[٢] في الأصل والمطبوع «الحج» وأثبت لفظ «وفيات الأعيان» .
[٣] مترجم في «تذكرة الحفاظ» للذهبي (٣/ ٩٩٨- ٩٩٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>