للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونون، نسبة إلى فاشان قرية من قرى مرو- واسمه محمد بن أحمد بن عبد الله الزاهد. حدّث بالعراق، ودمشق، ومكّة، وروى الصحيح عن الفربري ومات بمرو في رجب، وله سبعون سنة.

قال الحاكم: كان من أحفظ الناس لمذهب الشافعي، وأحسنهم نظرا، وأزهدهم في الدّنيا، سمعت أبا بكر البزّار يقول: عادلت [١] الفقيه أبا زيد من نيسابور إلى مكّة، فما أعلم أن الملائكة كتبت عليه خطيئة. انتهى.

وقال الخطيب [٢] : حدّث ب «صحيح البخاري» عن الفربري، وأبو زيد أجلّ من روى ذلك الكتاب.

وعنه أخذ أبو بكر القفّال المروزي وفقهاء مرو، وكان من أزكى النّاس قريحة، جاور بمكة سبع سنين.

وقال ابن الأهدل: كان أول أمره فقيرا، ثم بسطت عليه الدّنيا عند كبره، وسقوط أسنانه، وانقطاعه عن الجماع، فقال مخاطبا لها: لا أهلا بك ولا سهلا، أقبلت حين لا ناب ولا نصاب، ومات وله تسعون سنة. انتهى.

وفيها محمد بن خفيف أبو عبد الله الشّيرازي، شيخ إقليم فارس، وصاحب الأحوال والمقامات. روى عن حمّاد بن مدرك وجماعة.

قال السّلمي: هو اليوم شيخ المشايخ، وتاريخ الزمان، لم يبق للقوم أقدم منه سنّا ولا أتم حالا، متمسّك [٣] بالكتاب والسّنّة فقيه على مذهب الشافعي، كان من أولاد الأمراء فتزهد، توفي في ثالث رمضان عن خمس وتسعين سنة، وقيل: عاش مائة سنة وأربع سنين. قاله في «العبر» [٤] .


[١] قال ابن منظور: عادل الرجل الرجل: ركب معه. انظر «لسان العرب» (عدل) .
[٢] انظر «تاريخ بغداد» (١/ ٣١٤) وقد نقل المؤلف عنه بتصرف واختصار.
[٣] في الأصل: «متمسكا» وأثبت لفظ المطبوع وهو الصواب.
[٤] (٢/ ٣٦٦- ٣٦٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>