للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والصحيح أنها توفيت سنة خمس وخمسين في خلافة معاوية، والله أعلم [١] .

وفيها مات قتادة بن النعمان الأنصاري الأوسي، الذي رد النبيّ صلى الله عليه وسلم عينه يوم أحد حين سقطت، وكانت أحسن عينيه.

وسببه أن رماة المشركين كانوا يقصدونه صلى الله عليه وسلم بالرمي، وكان أصحابه يقف الواحد منهم بعد الواحد في وجهه صلى الله عليه وسلم يتلقى عنه الرمي يفدّيه بنفسه، حتى قتل عشرة، وكان قتادة الحادي عشر، فلما استتم أمر الوقعة وقد سالت عينه، قال له: إن لي زوجة وأنا ضنين بها، محبّ لها، وإنها تقذرني إذا رأتني على هذه الحال، وأنا ما فعلت ما فعلت إلا لأنال الشهادة، أو كلاما هذا معناه، فردها صلى الله عليه وسلم، فكانت أضوأ عينيه وأحسنهما، وفي ذلك يقول ابنه: وقد وفد على بعض خلفاء الأمويين فقال له: من أنت؟ فقال:

أنا ابن الذي سالت على الخدّ عينه ... فردّت بكفّ المصطفى أحسن الرّدّ


[١] قلت: قال الذهبي في «تاريخ الإسلام» (٢/ ٦٧) ، و «سير أعلام النبلاء» (٢/ ٢٦٧) : وماتت بالمدينة في شوال سنة أربع وخمسين، وقال الواقدي: وهذا الثبت عندنا، وقال ابن حجر في «الإصابة» (١٢/ ٣٢٤) ، ويقال: ماتت سنة أربع وخمسين، ورجحه الواقدي.

<<  <  ج: ص:  >  >>