للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن ناصر الدّين: هو الفقيه الشافعي، كان حافظا نبيلا من الأخيار وذوي الأقدار العالية والبر والإشارة، وكان يموّن خمسة آلاف بيت ونيفا بهراة، ولم نسمع بحصول ذلك لأحد من أمثاله سواه، رحمه الله. انتهى.

وفيها أبو بكر، محمد بن عبيد الله [١] بن الشخّير الصيرفي البغدادي، ببغداد. روى عن عبد الله بن إسحاق المدائني، والباغندي، توفي في رجب، وله بضع وثمانون سنة.

وفيها أبو أحمد الحاكم، محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق النّيسابوري الكرابيسي، الحافظ الثقة المأمون، أحد أئمة الحديث، وصاحب التصانيف. روى عن ابن خزيمة، والباغندي، ومحمد بن المجدّر، وعبد الله بن زيدان البجلي، ومحمد بن الفيض الغسّاني، وطبقتهم، وأكثر الترحال، وكتب ما لا يوصف.

قال الحاكم بن البيّع: أبو أحمد الحافظ إمام عصره في الصنعة [٢] ، توفي في شهر ربيع الأول، وله ثلاث وتسعون سنة، صنّف على «الصحيحين» وعلى «جامع الترمذي» وألّف كتاب «الكنى» وكتاب «العلل» وكتاب «الشروط» و «المخرج على كتاب المزني» وولي قضاء الشّاش، ثم قضاء طوس، ثم قدم نيسابور، ولزم مسجده، وأقبل على العبادة والتصنيف، وكفّ بصره قبل موته بسنتين [٣] ، وهذا غير صاحب «المستدرك» بل هو شيخ ذاك، وسيأتي ذكر ذلك إن شاء الله تعالى.

وفيها القاسم بن الجلّاب، الفقيه المالكي صاحب القاضي أبي بكر الأبهري. ألّف كتاب «التفريع» وكتاب «مسائل الخلاف» وفي اسمه أقوال.


[١] تحرّفت في «العبر» (٣/ ١١) إلى «عبد الله» وانظر «الأنساب» (٧/ ٣٠٠) .
[٢] يعني فن الحديث وما يتصل به.
[٣] انظر «غربال الزمان» ص (٣٢٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>