للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واستأذنه في العود إليها، فلم يأذن له، فكتب إليها:

ويحك يا سلم لا تراعي ... لا بدّ للبين من زماع

لا تحسبيني صبرت إلّا ... كصبر ميت على النّزاع

ما خلق الله من عذاب ... أشدّ من وقفة الوداع

ما بينها والحمام فرق ... لولا المناحات [١] والنّواعي

إن يفترق شملنا وشيكا ... من بعد ما كان ذا اجتماع

فكلّ شمل إلى افتراق ... وكلّ شعب إلى انصداع

وكلّ قرب إلى بعاد [٢] ... وكلّ وصل إلى انقطاع

وكان كثيرا ما ينشد:

الفقر في أوطاننا غربة ... والمال في الغربة أوطان

والأرض شيء كلّها واحد ... والنّاس إخوان وجيران

وفيها أبو سليمان بن زبر، المحدّث الحافظ، الثقة الجليل، محمد بن القاضي عبد الله بن أحمد بن ربيعة الرّبعي الدمشقي، مات في جمادى الأولى. روى عن أبي القاسم البغوي، وجماهر الزّملكاني، ومحمد بن الرّبيع الجيزي، وخلق، وصنّف التصانيف المفيدة [٣] ، وممّن أخذ عنه تمّام الرّازي، وعبد الغني بن سعيد [الأزدي] ، ومحمد بن عوف المزني.


[١] في الأصل والمطبوع: «المنامات» وفي «الوافي بالوفيات» : «المناجاة» وأثبت لفظ «معجم الأدباء» لياقوت (١٨/ ١٨٣) .
[٢] في الأصل والمطبوع: «إلى وداع» وأثبت لفظ «معجم الأدباء» و «وفيات الأعيان» و «الوافي بالوفيات» .
[٣] منها كتابه «وصايا العلماء عند حضور الموت» وقد نشر لأول مرة في دار ابن كثير بدمشق، وقد تولى تحقيقه الأستاذ صلاح محمد الخيمي، وقام بمراجعة تحقيقه وخرّج أحاديثه وعلّق عليه والدي الأستاذ الشيخ عبد القادر الأرناؤوط حفظه الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>