للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القضاء بعسكر مكرم، [وإيذج] [١] ورامهرمز، وتقلد بعد ذلك أعمالا كثيرة في نواح مختلفة.

ومن شعره في بعض المشايخ وقد خرج ليستسقي وكان في السماء سحاب، فلما دعا أصحت السماء، فقال التنوخي:

خرجنا لنستسقي بفضل [٢] دعائه ... وقد كاد هدب الغيم أن يبلغ [٣] الأرضا

فلما ابتدا يدعو تقشعت [٤] السما ... فما تمّ إلّا والغمام قد انفضّا

ومن المنسوب إليه أيضا [٥] :

قل للمليحة في الخمار المذّهب ... أفسدت نسك أخي التّقى المترهب

نور الخمار ونور خدك تحته ... عجبا لوجهك كيف لم يتلهّب

وجمعت بين المذهبين فلم يكن ... للحسن عن ذهبيهما من مذهب

فإذا أتت عيني [٦] لتسرق نظرة ... قال الشعاع لها اذهبي لا تذهبي

وأما ولده أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التّنوخي، فكان أديبا فاضلا شاعرا، راوية للشعر الكثير، وكان يصحب أبا العلاء المعري، وأخذ عنه كثيرا، وكان من أهل بيت كلهم فضلاء، أدباء، ظرفاء، وكانت ولادة الولد المذكور في منتصف شعبان، سنة خمس وستين وثلاثمائة بالبصرة،


[١] ما بين حاصرتين سقط من الأصل والمطبوع واستدركته من «وفيات الأعيان» وقد تصحفت فيه «إيذج» إلى «إيدج» فتصحح، وإيذج: كورة وبلد بين خوزستان وأصبهان، وهي أجل مدن هذه الكورة. قاله ياقوت، وانظر تتمة كلامه عنها في «معجم البلدان» (١/ ٢٨٨- ٢٨٩) .
[٢] في «وفيات الأعيان» : «بيمن» .
[٣] في «وفيات الأعيان» : «أن يلحف» .
[٤] في «وفيات الأعيان» : «تكشفت» .
[٥] يعني للمترجم.
[٦] في «وفيات الأعيان» : «عين» .

<<  <  ج: ص:  >  >>