للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبا عبد الله بن بطة إلى الجامع، فلما رآني قال لي: ابتداء: صدق رسول الله، صلّى الله عليه وآله وسلّم، صدق رسول الله، صلّى الله عليه وآله وسلّم.

وقال أبو عبد الله بن بطة: ولدت يوم الاثنين لأربع خلون من شوال، سنة أربع وثلاثمائة، وولد ابن منيع، رحمه الله، سنة أربع عشرة ومائتين، ومات يوم الفطر سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وقرأت عليه «معجمه» في نفر خاص في مدة عشرة أيام أو أقل أو أكثر، وذلك في آخر سنة خمس عشرة وأول سنة ست عشرة.

وكان بعين ابن بطة ناصور، وقد وصف له ترك العشاء، فكان يجعل عشاءه قبل الفجر بيسير، ولا ينام حتّى يصبح، وكان عالما بمنازل النّيّرين [١] .

واجتاز ابن بطّة بالأحنف العكبري، فقام له، فشق ذلك عليه، فأنشأ الأحنف:

لا تلمني على القيام فحقي ... حين تبدو أن لا أملّ القياما

أنت من أكرم البرية عندي ... ومن الحق أن أجل الكراما

فقال ابن بطّة متكلفا له الجواب:

أنت إن كنت- لاعدمتك- ترعى ... لي حقا وتظهر الإعظاما

فلك الفضل في التقدم والع ... لم ولسنا نحب منك احتشاما

فاعفني الآن من قيامك أو لا ... فسأجزيك بالقيام قياما

وأنا كاره لذلك جدّا ... إنّ فيه تملقا وآثاما

لا تكلف أخاك أن يتلقا ... ك بما يستحلّ فيه الحراما

وإذا صحّت الضّمائر منا ... اكتفينا أن نتعب الأجساما

كلنا واثق بود أخيه [٢] ... ففيم انزعاجنا وعلام


[١] في «طبقات الحنابلة» : «بمنازل الفجر والقمر» .
[٢] في «طبقات الحنابلة» : «بود مصافيه» .

<<  <  ج: ص:  >  >>