للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الزاهد غلام ثعلب، وروى عنه أخبارا وأملاها في مجالس الأدب [١] وروى عن غيره أيضا، وأخذ عنه جماعة من النبلاء منهم: القاضي التنوخي وغيره، وله «الرسالة الحاتمية» التي شرح فيها ما جرى بينه وبين أبي الطيب المتنبي من إظهار سرقاته وإبانة عيوب شعره، ولقد دلّت على غزارة مادته توفر [٢] اطّلاعه.

وذكر الحاتميّ أنه اعتلّ، فتأخر عن مجلس شيخه أبي عمر الزاهد، فسأل عنه، فقيل له: إنه [٣] مريض، فجاءه يعوده، فوجده قد خرج إلى الحمام، فكتب على بابه بإسفيداج:

وأعجب شيء سمعنا به ... عليل يزار [٤] فلا يوجد

وفيها أبو بكر الجوزقي- بالجيم والزاي، نسبة إلى جوزق [٥] كجعفر، قرية بنيسابور وأخرى بهراة- محمد بن عبد الله بن محمد بن زكريا الشيباني الحافظ المعدل، شيخ نيسابور ومحدّثها، ومصنّف «الصحيح» روى عن السرّاج، وأبي حامد بن الشرقي، وطبقتهما، ورحل إلى أبي العبّاس الدّغولي، وإلى ابن الأعرابي، وإسماعيل الصفّار.

قال الحاكم: انتقيت له فوائد في عشرين جزءا، ثم ظهر بعدها سماعه من السرّاج، واعتنى به خاله المزكي، وتوفي في شوال عن اثنتين وثمانين سنة.

وقال ابن ناصر الدّين: من مصنفاته كتاب «الصحيح» المخرّج على


[١] في الأصل: «مجلس الأدب» وأثبت لفظ المطبوع وهو موافق لما في «وفيات الأعيان» (٤/ ٣٦٢) مصدر المؤلف في نقله.
[٢] في المطبوع: «توافر» وما جاء في الأصل موافق لما في «وفيات الأعيان» .
[٣] لفظة «إنه» لم ترد في الأصل وأثبتها من المطبوع و «وفيات الأعيان» .
[٤] في «وفيات الأعيان» : «يعاد» .
[٥] الذي في «الأنساب» (٣/ ٣٦٥) : «هذه النسبة إلى جوزقين» .

<<  <  ج: ص:  >  >>