الإمام المؤرخ العلّامة، صاحب «التاريخ» و «الطبقات» .
نشأ في البصرة في بيت علم، فقد كان جده أبو هبيرة خليفة بن خياط من أهل الحديث، سمع الحديث من عمرو بن شعيب، وحميد الطويل، وروى عنه محدّثون كبار، مثل: عمرو بن منصور، ووكيع بن الجراح، وأبي الوليد الطيالسي، وذكر البخاري أن مسلما حدّث عنه، ولعلّه مسلم بن إبراهيم الفراهيدي البصري، أحد شيوخ البخاري المتوفى سنة (٢٢٢) هـ.
وذكر خليفة في «الطبقات» أن جدّه خليفة مات سنة (١٦٠)[١] .
وقد سمع خليفة المترجم من أبيه، ويزيد بن زريع، وزياد بن عبد الله البكّائي، وسفيان بن عيينة، وغيرهم.
وحدّث عنه: البخاريّ بسبعة أحاديث أو أزيد في «صحيحه» ، وبقيّ بن مخلد، وحرب الكرماني، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، وأبو بكر بن أبي عاصم، وغيرهم.
وكان صدوقا، نسّابة، عالما بالسّير، والأيام، والرجال كما قال الذهبي.
وقال ابن عدي: هو صدوق من متيقظي الرواة.
وقال ابن حبّان: كان متقنا عالما بأيام الناس وأنسابهم.
وقال ابن خلّكان: كان حافظا عارفا بالتواريخ وأيام الناس، غزير الفضل.
ووصفه ابن كثير بأنه أحد أئمة التاريخ.
مات سنة (٢٤٠) هـ.
قلت: وقد قامت شهرته على كتابيه «التاريخ» و «الطبقات» ، وكلاهما قام بتحقيقه الأستاذ الدكتور سهيل زكّار، ثمّ الأستاذ الدكتور أكرم ضياء العمري، وهما من الكتب الرائدة في التاريخ والرجال، ولقد عرفت لهذا المؤرّخ الكبير فضله لدى رجوعي إلى كتابة «التاريخ» أثناء تحقيقي لهذا المجلد من الكتاب،
[١] انظر «مشاهير علماء الأمصار» لابن حبّان ص (١٥٧) .