للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتزوّج النبيّ صلى الله عليه وسلم لأم حبيبة قد كان تقرّر قبل ذلك وهو [١] مشرك، وكان الوليّ غيره، وإنما قال له: نعم تطييبا لقلبه، أو أنّ مرادك قد حصل، وإن لم يكن حقيقة عقد، وذهبت عينا أبي سفيان في الجهاد، إحداهما يوم الطائف، والثانية يوم اليرموك، وكان يومئذ تحت راية ولده يزيد، ومات وهو ابن ثمان وثمانين سنة، أو تسعين سنة، وصلى عليه معاوية، وقيل: عثمان، ودفن بالبقيع.

وفيها مات الحكم بن أبي العاص [٢] عمّ عثمان رضي الله عنه، ووالد مروان، كان النبيّ صلى الله عليه وسلم قد طرده إلى الطائف، وبقي طريدا إلى زمن عثمان، فردّه إلى المدينة، واعتذر بأنّه قد كان شفع فيه إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فوعده بردّه، وهو مؤتمن على ما قال، وهو أحد الأسباب التي نقموا بها على عثمان رضي الله عنه.


قال النووي: وهذا الحديث من الأحاديث المشهورة بالإشكال، ووجه الإشكال أن أبا سفيان، إنما أسلم يوم فتح مكة سنة ثمان من الهجرة، وهذا مشهور لا خلاف فيه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد تزوج أم حبيبة قبل ذلك بزمان طويل، تزوجها سنة ست، وقيل: سنة سبع، واختلفوا أين تزوجها، فقيل بالمدينة بعد قدومها من الحبشة، وقال الجمهور بأرض الحبشة.
[١] أي أبو سفيان.
[٢] هو الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي عم عثمان بن عفان، ووالد مروان بن الحكم، أسلم يوم الفتح، وسكن المدينة، ثم نفاه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف، ثم أعيد إلى المدينة في خلافة عثمان، ومات بها، سنة اثنتين وثلاثين كما قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في «الإصابة» (٢/ ٢٧١) ، قال الحافظ: ويقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم دعا عليه، ولم يثبت ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>