للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأصم، وابن مطر [١] وأقرانهم، وكان فقيها أديبا متكلما، خرجت له الفوائد من سماعاته، وقيل: إنه وضع له في المجلس أكثر من خمسمائة محبرة، وجمع رئاسة الدّنيا والآخرة، وأخذ عنه فقهاء نيسابور، وتوفي في المحرم.

قال عبد الواحد اللّخمي: أصاب سهل الصعلوكي رمد [٢] فكان الناس يدخلون عليه وينشدونه من النظم ويروون من الآثار ما جرت العادة به، فدخل الشيخ أبو عبد الرحمن السّلمي وقال: أيها الإمام، لو أن عينيك رأتا وجهك لما [٣] رمدت فقال له الشيخ سهل: ما سمعت بأحسن من هذا الكلام، وسرّ به.

ولما مات والده، كتب إليه أبو النضر عبد الجبّار يعزّيه في والده رحمه الله تعالى:

من مبلغ شيخ أهل العلم قاطبة ... عني رسالة محزون وأوّاه

أولى البرايا بحسن الصّبر ممتحنا ... من كان فتياه توقيعا عن الله

انتهى ما أورده ابن خلّكان ملخصا.

وقال ابن القاضي شبهة [٤] : نقل عنه الرافعي وعن والده أنهما قالا: إن طلاق السكران لا يقع.

وسئل سهل عن الشطرنج فقال: إذا سلم المال من الخسران والصلاة من [٥] النسيان، فذلك أنس بين الإخوان، وكتبه سهل بن محمد بن سليمان.

وله ألفاظ حسنة منها: من تصدّر قبل أوانه فقد تصدى لهوانه.


[١] في «آ» و «ط» : «ابن مسطور» وفي «وفيات الأعيان» : «ابن مطر» وهو ما أثبته.
[٢] في «آ» : «رمدا» وهو خطأ.
[٣] في «وفيات الأعيان» : «ما» .
[٤] انظر «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (١/ ١٧٤- ١٧٥) طبع حيدر أباد.
[٥] في «آ» : «عن» .

<<  <  ج: ص:  >  >>