للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمرو بن رباح بن سعد. كان شاعرا مجيدا جمع بين حسن السبك وجودة المعنى، وكان يعاب بكبر فيه، طاف البلاد ومدح الملوك، والوزراء، والرؤساء، وله في سيف الدولة غرر [١] القصائد ونخب المدائح، وكان قد أعطاه فرسا أدهم أغر محجّلا، فكتب إليه:

يا أيّها الملك الذي أخلاقه ... من خلقه ورواؤه من رائه

قد جاء بالطرف الذي أهديته ... هاديه يعقد أرضه بسمائه

أولاية أوليتها فبعثته ... رمحا سبيب [٢] العرف عقد لوائه

نحتل [٣] منه على أغرّ محجّل ... ماء الدّجنة قطرة من مائه

وكأنما لطم الصباح جبينه ... فاقتصّ منه فخاض في أحشائه

متمهلا والبرق في أسمائه ... متبرقعا والحسن من أكفائه

ما كانت النيران يكمن حرّها ... لو كان للنيران بعض ذكائه

لا تعلق الألحاظ في أعطافه ... إلّا إذا كفكفت من غلوائه

لا يكمل الطّرف المحاسن كلها ... حتّى يكون الطّرف من أسرائه

وله فيه أيضا من قصيدة:

قد جدت لي باللها حتّى ضجرت بها ... وكدت من ضجري أثني على البخل

إن كنت ترغب في أخذ النّوال لنا ... فاخلق لنا رغبة أو لا فلا تنل

لم يبق جودك لي شيئا أؤمّله ... تركتني أصحب الدّنيا بلا أمل

ومعظم شعره جيد، وله «ديوان» كبير، وجرى له مع ابن العميد أشياء تقدّم ذكر شيء منها في ترجمته [٤] وتوفي يوم الأحد بعد طلوع الشمس، ثالث


[١] في «وفيات الأعيان» : «غرّ» .
[٢] السبيب من الفرس: شعر الذنب والعرف والناصية. (ع) .
[٣] في «آ» : «نحلّ» .
[٤] انظر ص (٣١٣- ٣١٦) من المجلد الرابع.

<<  <  ج: ص:  >  >>