للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها علي بن هلال أبو الحسن بن البوّاب [١] صاحب الخط المنسوب، كتب على محمد بن أسد، وأخذ العربية عن ابن جنّي، وكان في شبيبته مزوّقا دهانا في السقوف، ثم صار يذهّب الختم وغيرها، فبرع في ذلك، ثم عني بالكتابة، ففاق فيها الأوائل والأواخر، ووعظ وعبّر الرؤيا، وقال النّظم والنثر، ونادم فخر الملك أبا غالب الوزير، ولم يعرف الناس قدر خطّه إلا بعد موته، لأنه كتب ورقة إلى كبير يشفع فيها في مساعدة إنسان بشيء لا يساوي دينارين، وقد بسط القول فيها، فلما كان بعد موته بمدة، بيعت تلك الورقة بسبعة عشر دينارا.

قال الخطيب [٢] : كان رجلا ديّنا لا أعلمه روى شيئا.

وقال ابن خيرون: كان من أهل السّنّة، توفي في جمادى الأولى، ودفن [إلى] جوار الإمام أحمد بن حنبل.

ورثاه بعضهم بقوله:

استشعر الكتّاب فقدك سالفا ... وقضت بصحّة ذلك الأيام

فلذاك سوّدت الدّويّ كآبة ... أسفا عليك وشقّت الأقلام [٣]

وفيها أبو الفضل الجارودي محمد بن أحمد بن محمد الهروي [٤] الحافظ، في شوال، روى عن حامد الرّفّاء، والطبراني، وطبقتهم، وكان شيخ الإسلام [٥] إذا روى عنه قال: حدّثنا إمام أهل المشرق الجارودي.


[١] انظر «العبر» (٣/ ١١٥) و «سير أعلام النبلاء» (١٧/ ٣١٥- ٣٢٠) .
[٢] ساق هذا النقل الذهبي في «سير أعلام النبلاء» و «العبر» ونقله عنه المؤلف، ولم أر للمترجم ترجمة في «تاريخ بغداد» .
[٣] البيتان في سياق ترجمته في «وفيات الأعيان» (٣/ ٣٤٢- ٣٤٤) .
[٤] انظر «العبر» (٣/ ١١٦) و «سير أعلام النبلاء» (١٧/ ٣٨٤- ٣٨٦) .
[٥] يعني عبد الله بن محمد بن علي الأنصاري الهروي، المتوفي سنة (٤٨١) هـ-، وهو ممّن أخذ عنه، وكان يلقب بشيخ الإسلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>