فأصغى الرئيس إلى إنشاده واستحسنها، وأجزل جائزته، فلما خرج من عنده قال له بعض الحاضرين: هذه القصيدة لعبد المحسن، فقال،: أعلم هذا وأحفظ القصيدة، ثم أنشدها، فقيل له: كيف عملت معه هذا العمل من الإقبال عليه والجائزة السنيّة؟ فقال: لم أفعل ذلك إلّا لأجل البيت الذي ضمنها وهو قوله:
ولك المناقب كلّها ... فلم اقتصرت على اثنتين؟
فإن هذا البيت ليس لعبد المحسن، وأنا ذو المنقبتين، فأعلم قطعا أن هذا البيت ما عمل إلّا في، وهو في نهاية الحسن.
واجتاز الصّوري يوما بقبر صديق له فأنشد:
عجبا لي وقد مررت على قب- ... رك كيف اهتديت قصد الطريق
أتراني نسيت عهدك يوما؟ ... صدقوا ما لميّت من صديق
انتهى ملخصا.
ومن شعره:
بالذي ألهم تعذى- ... - بي ثناياك العذابا
ما الذي قالته عينا ... ك لقلبي فأجابا
وفيها أبو الحسن الرزّاز، علي بن أحمد بن محمد بن داود البغدادي [١] توفي في ربيع الآخر، وله أربع وثمانون سنة. روى عن أبي عمرو بن السّمّاك وطبقته، وقرأ [القرآن] على أبي بكر بن مقسم [بحرف حمزة] .
قال الخطيب: كان كثير السماع والشيوخ، وإلى الصدق ما هو.
وفيها أبو بكر الذّكواني، محمد بن أبي علي أحمد بن عبد الرحمن.
[١] انظر «تاريخ بغداد» (١١/ ٣٣٠- ٣٣١) وما بين حاصرتين زيادة منه و «العبر» (٣/ ١٣٤) و «سير أعلام النبلاء» (١٧/ ٣٦٩- ٣٧٠) .