للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن خلّكان: كان من عرب البادية، وقصد مدينة حلب.

وبها مرتضى الدولة بن [لؤلؤ] الجراحي [١] غلام أبي الفضائل بن سعد الدولة نصر [٢] بن سيف الدولة [بن حمدان] نيابة عن الظاهر بن الحاكم العبيدي، صاحب مصر، فاستولى عليها وانتزعها منه، وكان ذا بأس وعزيمة وأهل وعشيرة وشوكة، وكان تملّكه لها في ثالث عشر ذي الحجة، سنة سبع عشرة وأربعمائة، واستقر بها، ورتب أمورها، فجهز إليها الظاهر المذكور أمير الجيوش أنوشتكين [٣] الدّزبري في عسكر كثيف- والدّزبري بكسر الدال المهملة، والباء الموحدة، وبينهما زاي، وفي الآخر راء، نسبة إلى دزبر بن دويتم الدّيلمي، وهو بالدال والياء أيضا- وكان بدمشق نائبا عن الظاهر، وكان ذا شهامة وتقدمة ومعرفة بأسباب الحرب، فخرج متوجها إليه، فلما سمع صالح الخبر خرج إليه، وتقدم حتّى تلاقيا على الأقحوانة، فتصافّا، وجرت بينهما مقتلة انجلت عن قتل صالح المذكور في جمادى الأولى، وهو أول ملوك بني مرداس المتملكين بحلب.

والأقحوانة: بضم الهمزة، بلدة بالشام من أعمال فلسطين، بالقرب من طبرية. انتهى ملخصا.

وفيها الحسين بن علي بن محمد البرذعي الهمذاني [٤] ، سكن سمرقند، وكان أحد محدّثيها، وكان سنوطا، والسنوط الذي لا لحية له أصلا.

قال ابن ناصر الدّين: لم يكن للبرذعي في وجهه شعرة سوى حاجبيه وأشفار عينيه.


[١] في «آ» و «ط» : «الجراح» والتصحيح من «وفيات الأعيان» وما بين حاصرتين مستدرك منه.
[٢] في «آ» و «ط» : «غلام أبي الفضائل أبي نصر» والتصحيح من «وفيات الأعيان» .
[٣] في «آ» : «أبوشكين» وفي «ط» : «أنوشكين» والتصحيح من «وفيات الأعيان» .
[٤] مترجم في «التبيان شرح بديعة البيان» لابن ناصر الدين (١٤٤/ ب) .

<<  <  ج: ص:  >  >>