للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البقيع، وكان إذا مرّ به، يقول: يدفن فيك رجل صالح.

وقوله: قال لي النبيّ صلى الله عليه وسلم: «تفطر عندنا» معناه: أول شيء تستعمله على الرّيق يكون عندنا، لا أنه فطر صائم، إذ لم يكن يومئذ صائما، فإنّ يوم قتله كان ثاني أيام التشريق، ولا يجوز صومه.

وفيه إشارة إلى قوله تعالى: وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا في سَبِيلِ الله أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ٣: ١٦٩ [آل عمران: ١٦٩] وبشارة له بصدق الشهادة.

وفيه يقول حسّان [١] :

ضحّوا بأشمط عنوان السجود به ... يقطّع اللّيل تسبيحا وقرآنا

إلى قوله:

لتسمعنّ وشيكا في ديارهم ... الله أكبر يا ثارات عثمانا [٢]


البستان، وبه سمي المخرج حشا لأنهم كانوا إذا أرادوا الحاجة خرجوا إلى البساتين، وكوكب الذي أضيف إليه اسم رجل من الأنصار، وهو عند بقيع الغرقد، اشتراه عثمان بن عفان رضي الله عنه، وزاده في البقيع، ولما قتل ... دفن في جنبه. «معجم البلدان» (٢/ ٢٦٢) . وانظر «الروض المعطار» للحميري ص (٥٠١) .
[١] هو حسان بن ثابت الأنصاري الخزرجي البخاري المدني، شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصاحبه، عاش ستين سنة في الجاهلية، وستين في الإسلام، قال أبو عبيدة: فضل حسان الشعراء بثلاثة: كان شاعر الأنصار في الجاهلية، وشاعر النبيّ صلى الله عليه وسلم في النبوة، وشاعر اليمانيين في الإسلام، مات سنة (٥٤ هـ) ، وقيل غير ذلك عن «سير أعلام النبلاء» للذهبي (٢/ ٥١٢- ٥٢٣) ، و «الأعلام» للزركلي (٢/ ١٧٥، ١٧٦) .
[٢] البيتان في ديوانه (١/ ٩٦) طبع دار صادر في بيروت، بتحقيق الدكتور وليد عرفات، والثاني منهما لفظه فيه.
«لتسمعنّ وشيكا في دياركم ... الله أكبر يا ثارات عثمانا»

<<  <  ج: ص:  >  >>