للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعظم جاهه، وبعد صيته، وكان حسن العبارة في [١] النظم، وسمع الحديث، وروى عنه أبو بكر الخطيب صاحب «التاريخ» وصنّف في المذهب «المختصر» المشهور وغيره، وكان يناظر الشيخ أبا حامد الإسفراييني الفقيه الشافعي، ويبالغ في تعظيمه بحيث حكى عنه ابن خلّكان [٢] أنه كان يفضل الإسفراييني على الشافعي، وهذا عجب عجاب، وكانت ولادة القدوري سنة اثنتين وستين وثلاثمائة، وتوفي يوم الأحد خامس رجب من هذه السنة ببغداد، ودفن من يومه بداره في درب أبي خلف، ثم نقل إلى تربة في شارع المنصور، فدفن بجانب أبي بكر الخوارزمي الفقيه الحنفي.

وفيها أبو علي بن سينا الرئيس، الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا، صاحب التصانيف الكثيرة في الفلسفة، والطب، وله من الذكاء الخارق، والذهن الثاقب ما فاق به غيره، وأصله بلخيّ، ومولده ببخارى، وكان أبوه من دعاة الإسماعيلية، فأشغله في الصغر، وحصّل عدة علوم قبل أن يحتلم، وتنقل في مدائن خراسان، والجبال، وجرجان، ونال حشمة وجاها، وعاش ثلاثا وخمسين سنة.

قال ابن خلّكان في ترجمة ابن سينا [٣] : اغتسل وتاب، وتصدق بما معه على الفقراء، وردّ المظالم [على من عرفه] وأعتق مماليكه [٤] ، وجعل يختم في كل ثلاثة أيام ختمة، ثم مات بهمذان يوم الجمعة في شهر رمضان. قاله جميعه في «العبر» [٥] .


[١] لفظة «في» سقطت من «آ» وأثبتها من «ط» .
[٢] انظر «وفيات الأعيان» (١/ ٧٣) وهو مترجم فيه (١/ ٧٨- ٧٩) .
[٣] انظر «وفيات الأعيان» (٢/ ١٦٠- ١٦١) وما بين حاصرتين زيادة منه.
[٤] في «آ» و «ط» : «وأعتق مماليك» وما أثبته من «وفيات الأعيان» .
[٥] (٣/ ١٦٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>