للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقتل يومئذ الزّبير بن العوّام القرشيّ الأسديّ، أحد العشرة، قتله ابن جرموز [١] غدرا بوادي السّباع [٢] ، وقد فارق الحرب، وودّعها حين ذكّره عليّ قول النبيّ صلى الله عليه وسلم: «لتقاتلنّه وأنت ظالم له» [٣] . ولما جاء ابن جرموز إلى عليّ ليبشره بذلك بشّره بالنار.

وروى ابن عبد البرّ عن عليّ كرّم الله وجهه أنه قال: إني لأرجو أن أكون أنا، وعثمان، وطلحة، والزّبير، من أهل هذه الآية وَنَزَعْنا ما في صُدُورِهِمْ من غِلٍّ ٧: ٤٣ [الأعراف: ٤٣] ، ولا ينكر ذلك إلا جاهل بفضلهم، وسابقتهم عند الله، وقد روي عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يكون لأصحابي من بعدي هنات يغفرها الله بسابقتهم معي، يعمل بها قوم من بعدهم يكبّهم الله في النار على وجوههم» [٤] . وكان الزّبير بن العوام رضي الله عنه شجاعا، مقداما، مقطوعا له


[١] هو عمرو بن جرموز. رجل من بني تميم ويقال له: عمير أيضا، ويقال غير ذلك. انظر «تاريخ الطبري» (٤/ ٥١٠) ، و «الكامل» لابن الأثير (٣/ ٢٤٤) ، و «الإصابة» لابن حجر (٤/ ٩) .
[٢] قال ياقوت: وادي السباع الذي قتل فيه الزّبير بن العوام رضي الله عنه: بين البصرة ومكة، بينه وبين البصرة خمسة أميال، كذا ذكره أبو عبيدة. «معجم البلدان» (٥/ ٣٤٣) .
وقال الحميري: وادي السباع بالبصرة على طريق المدينة. وانظر تتمة كلامه ص (٦٠٣ و ٦٠٤) .
[٣] ذكره أبو عمر بن عبد البر في «الاستيعاب» (٣/ ٣١٦) على هامش «الإصابة» . وانظر «الرياض النضرة» في مناقب العشرة للمحب الطبري (٤/ ٦٠ و ٦١) .
[٤] لم أره بهذا اللفظ فيما بين يديّ من المصادر، والذي عند مسلم رقم (١٨٥٢) ، وأبو داود رقم (٤٧٦٢) ، وأحمد في «المسند» (٤/ ٣٤١) من حديث عرفجة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنه ستكون هنات وهنات، فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة، وهي جميع، فاضربوه بالسيف، كائنا من كان» ، وانظر «مختصر شعب الإيمان» للقزويني ص (١٠٣- ١٠٤) بتحقيقي، طبع دار ابن كثير.

<<  <  ج: ص:  >  >>