للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المخففة، ومهملة [نسبة] إلى دبّوسيّة، بلد بين بخارى وسمرقند- عبد الله بن عمر بن عيسى الحنفي القاضي العلّامة. كان أحد من يضرب به المثل في النظر واستخراج الحجج، وهو أول من أبرز علم الخلاف إلى الوجود، وكان شيخ تلك الدّيار، توفي ببخارى.

وفيها أبو القاسم بن بشران، عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران بن محمد الأموي مولاهم البغدادي، الواعظ المحدّث، مسند وقته ببغداد، في ربيع الآخر، وله إحدى وتسعون سنة. سمع النّجاد، وأبا سهل القطّان، وحمزة الدّهقان [١] وطبقتهم.

قال الخطيب [٢] : كان ثقة ثبتا صالحا، وكان الجمع في جنازته يتجاوز الحدّ ويفوت الإحصاء، رحمه الله تعالى.

وفيها أبو منصور الثّعالبي، عبد الملك بن محمد بن إسماعيل النيسابوري، الأديب الشاعر، صاحب التصانيف الأدبية السائرة في الدنيا.

عاش ثمانين سنة.

قال ابن بسام صاحب «الذخيرة» [٣] : كان في وقته راعي تلعات [٤] العلم، وجامع أشتات النثر والنظم، رأس المؤلفين في زمانه، وإمام المصنّفين بحكم قرانه [٥] ، سار ذكره سير المثل، وضربت إليه آباط الإبل، وطلعت دواوينه في المشارق والمغارب طلوع النجم في الغياهب، وتآليفه


[١] تحرّفت في «العبر» إلى «الدهان» فتصحّح فيه.
[٢] انظر «تاريخ بغداد» (١٠/ ٤٣٢- ٤٣٣) وفيه: «وكان صدوقا، ثبتا، صالحا» .
[٣] انظر «الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة» القسم الرابع من المجلد الثاني ص (٥٦٠) .
[٤] تحرّفت في «آ» و «ط» إلى «بليغات» والتصحيح من «الذخيرة» و «وفيات الأعيان» (٣/ ١٧٨) ، والتلعات جمع تلعة، والتلعة: أرض مرتفعة غليظة يتردد فيها السيل، ثم يندفع منها إلى تلعة أسفل منها. انظر «لسان العرب» (تلع) .
[٥] في «آ» و «ط» : «أقرانه» والتصحيح من «الذخيرة» و «وفيات الأعيان» .

<<  <  ج: ص:  >  >>