للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جملة المال حين الموت كانت ذلك دون الزائد في أربع سنين إلى حين القسمة. انتهى.

ومناقب الزّبير ومآثره يضيق عنها هذا المختصر ولو [١] لم يكن له إلا مصاهرته للصّدّيق- فإنه كان زوج ابنته أسماء ذات النطاقين [٢] ، ورزق منها عبد الله، وهو أول مولود ولد بالمدينة للمهاجرين، وبه كنى النبيّ صلى الله عليه وسلم عائشة على الصحيح- لكفى.

وقتل يومئذ زيد بن صوحان من خواص عليّ من الصلحاء الأتقياء.

وتوفي في تلك السنة حذيفة بن اليمان العبسي صاحب السر المكنون في تمييز المنافقين، ولذلك كان عمر لا يصلي على ميت حتى يصلي عليه حذيفة، يخشى أن يكون من المنافقين، وسمّي ابن اليمان لأن جده حالف بني عبد الأشهل وهم من اليمن.

وفيها سلمان الفارسي المشهور بالفضل والصحبة، الذي قال في حقه المصطفى صلى الله عليه وسلم: «سلمان منّا أهل البيت» [٣] . وقصته مشهورة في طلب الدّين، وقوله تداولني بضعة عشر ربا حتى اتصلت بالنبيّ صلى الله عليه وسلم.

وروي من وجوه أنه اشترى نفسه من مواليه يهود بكذا وكذا وقية، وعلى


الشافعية، قال الذهبي: كان مليح الهيأة، حسن الخلق، بساما، فصيحا، لغويا، مقرئا، جيد العبارة، كبير النفس، صحيح الكتب، مفيدا جدا في المذاكرة، وقال المزي: ما رأيت أحفظ منه، من كتبه «معجم» ضمنه أسماء شيوخه وهم نحو ألف وثلاثمائة، في أربع مجلدات. مات سنة (٧٠٥ هـ) . انظر «الأعلام» للزركلي (٤/ ١٦٩) .
[١] سقط حرف الواو الأول من الأصل في لفظة «ولو» وأثبته من المطبوع.
[٢] في المطبوع: «الناطقين» وهو تحريف.
[٣] رواه الطبراني في «الكبير» ، والحاكم في «المستدرك» (٣/ ٥٩٨) من حديث عمرو بن عوف بن زيد بن ملحة المزني رضي الله عنه، وإسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>