للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجودة، فدعته الحاجة إلى بيعها، فباعها واشتراها الشريف المرتضى بستين دينارا، وتصفحها فوجد فيها أبياتا بخط الفالي وهي:

أنست بها عشرين حولا وبعتها ... لقد طال وجدي بعدها وحنيني

وما كان ظنّي أنني سأبيعها ... ولو خلّدتني في السجون ديوني

ولكن لضعف وافتقار وصبية ... صغار عليهم تستهلّ عيوني [١]

فقلت ولم أملك سوابق عبرة ... مقالة مكويّ الفؤاد حزين

وقد تخرج الحاجات يا أمّ مالك ... كرائم من مولى [٢] بهنّ ضنين

فيقال: إنه بعث بها إليه.

وملح المرتضى وفضائله كثيرة. وكانت ولادته في سنة خمس وخمسين وثلاثمائة، وتوفي يوم الأحد خامس عشري شهر ربيع الأول ببغداد، ودفن في داره عشية ذلك النهار، رحمه الله تعالى. انتهى ملخصا.

وفيها أبو عبد الرحمن النّيلي، محمد بن عبد العزيز بن عبد الله شيخ الشافعية بخراسان، وله ثمانون سنة. روى عن أبي عمرو بن حمدان وجماعة.

قال الإسنوي [٣] : كان إماما في المذهب، أديبا، شاعرا، صالحا، زاهدا، ورعا. سمع، وحدّث، وأملى، وطال عمره.

ولد سنة سبع وخمسين وثلاثمائة، وله ديوان، شعر، ومنه:

ما حال من أسر الهوى ألبابه ... ما حال من كسر التّصابي نابه

نادى الهوى أسماعه فأجابه ... حتّى إذا ما جاز أغلق بابه

أهوى لتمزيق الفؤاد فلم يجد ... في صدره قلبا فشقّ ثيابه


[١] في «وفيات الأعيان» : «شؤوني» .
[٢] في «وفيات الأعيان» : «من ربّ» .
[٣] انظر «طبقات الشافعية» للإسنوي (٢/ ٤٩٠- ٤٩١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>