للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العقيلي، صاحب الموصل. كانت دولته خمسين سنة، وكان أديبا شاعرا نهّابا وهّابا، على دين الأعراب وجاهليتهم وتقدّم الكلام عليه [١] .

وفيها أبو الفضل السعدي، محمد بن أحمد بن عيسى البغدادي الفقيه الشافعي، تلميذ أبي حامد الإسفراييني، وراوي «معجم الصحابة» للبغوي عن ابن بطّة، توفي في شعبان، وقد روى عن جماعة كثيرة بالعراق، والشام، ومصر.

وفيها أبو عبد الله الصّوري، محمد بن علي بن عبد الله بن رحيم الساحلي الحافظ، أحمد أركان الحديث، توفي ببغداد في جمادى الآخرة، وقد نيّف على الستين. روى عن ابن جميع، والحافظ عبد الغني المصري [٢] ولزمه مدة، وأكثر عن المصريين والشاميين، ثم رحل إلى بغداد، فلقي بها ابن مخلد صاحب الصفّار وهذه الطبقة.

قال الخطيب [٣] : كان من أحرص الناس على الحديث، وأكثرهم كتبا له، وأحسنهم معرفة [به] ، لم يقدم علينا [من الغرباء الذين لقيتهم] أفهم منه، وكان دقيق الخط [صحيح النقل] يكتب ثمانين سطرا في ثم الكاغذ الخراساني، وكان يسرد الصوم [ولا يفطر إلّا يومي العيدين، وأيام التشريق] .

وقال أبو الوليد الباجي: هو أحفظ من رأيناه.

وقال أبو الحسين بن الطيوري: ما رأيت أحفظ من الصّوري، وكان بفرد عين، وكان متفننا يعرف من كل علم، وقوله حجّة، وعنه أخذ الخطيب علم الحديث. وله شعر فائق.

وقال ابن ناصر الدّين [٤] : كان آية في الإتقان، مع حسن خلق ومزاح


[١] انظر المجلد الرابع حوادث سنة (٣٩١) ص (٤٩٠- ٤٩٢) من هذا المجلد.
[٢] يعني الحافظ عبد الغني بن سعيد الأزدي المصري المتوفى سنة (٤٠٩) وقد تقدمت ترجمته انظر ص (٥٤) .
[٣] انظر «تاريخ بغداد» (٣/ ١٠٣) وما بين حاصرتين زيادة منه.
[٤] في «التبيان شرح بديعة البيان» (١٤٨٩/ آ) .

<<  <  ج: ص:  >  >>