للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

براعة فاق فيها من تقدمه من رجال الأندلس، وألّف في «الموطأ» كتبا مفيدة، منها كتاب «التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد» ورتب أسماء [١] شيوخ مالك على حروف المعجم، وهو كتاب لم يتقدمه أحد إلى مثله، وهو سبعون جزءا.

قال أبو محمد بن حزم: لا أعلم في الكلام على فقه الحديث مثله، فكيف أحسن منه؟ ثم وضع كتاب «الاستذكار لمذاهب علماء الأمصار فيما تضمنه الموطأ من المعاني والآثار» شرح فيه «الموطأ» على وجهه، ونسق أبوابه، وجمع في أسماء الصحابة رضي الله عنهم كتابا جليلا مفيدا سمّاه «الاستيعاب» وله كتاب «جامع بيان العلم وفضله وما ينبغي في روايته وحمله» [٢] وكتاب «الدّرر في اختصار المغازي والسّير» [٣] وكتاب «العقل والعقلاء وما جاء في أوصافهم» وكتاب صغير في قبائل العرب وأنسابهم [٤] وغير ذلك، وكان موفقا في التأليف، معانا عليه، ونفع الله به، وكان مع تقدمه في علم الأثر، وبصره في الفقه ومعاني الحديث، له بسطة كبيرة في علم النسب.

وفارق قرطبة، وجال في غرب الأندلس، وسكن دانية من بلادها، وبلنسية، وشاطبة، في أوقات مختلفة. وتولى قضاء الأشبونة [٥] ، وشنترين في


[١] في «وفيات الأعيان» : «ورتبه على أسماء» .
[٢] وهو مطبوع، وقد قام الشيخ أحمد بن عمر المحمصاني البيروتي الأزهري المتوفي سنة (١٣٢٠ هـ-) باختصاره إلى مقدار النصف، وعلّق عليه تعليقات مفيدة، وطبع سنة (١٣٢٠) هـ- وهو من المختصرات التي تستحق النشر من جديد في طبعة حديثة محققة، ولعلّي أفعل ذلك مستقبلا إن شاء الله تعالى.
[٣] وقد طبع في دمشق بعناية الأستاذ الدكتور مصطفى البغا حفظه الله تعالى ونفع به، وطبع أيضا في القاهرة وبيروت.
[٤] وقد طبع في القاهرة سنة (١٣٥٠) هـ- باسم «القصد والأمم في التعريف بأصول أنساب العرب والعجم» .
[٥] في «آ» و «ط» : «الأشبون» وهو خطأ، والتصحيح من «وفيات الأعيان» وانظر «معجم البلدان» (١/ ١٩٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>