للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروي أنه جيء بسؤال وهو عند دكان خباز أو بقّال، فأخذ قلمه ودواته وأجاب على السؤال، ثم مسح بالقلم ثوبه.

وعلى الجملة فإنه ممّن أطبق الناس على فضله وسعة علمه، وحسن سمته وصلاحه، مع القبول التام من الخاص والعام، وقد أثنى عليه علماء وقته بما يطول شرحه.

وقال فيه عاصم بن الحسين:

تراه من الذّكاء نحيف جسم ... عليه من توقّده [١] دليل

إذا كان الفتى ضخم المعاني ... فليس يضره [٢] الجسم النّحيل

وله مؤلفات كثيرة شهيرة نافعة، رحمه الله تعالى.

وفيها أبو الوفاء، طاهر بن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن القوّاس البغدادي، الفقيه الحنبلي، الزاهد الورع.

ولد سنة تسعين وثلاثمائة، وقرأ القرآن [٣] على أبي الحسن الحمّامي، وسمع الحديث من هلال الحفّار، وأبي الحسين بن بشران، وغيرهما [٤] .

وتفقه أولا على القاضي [أبي الطيب الطبري الشافعي، ثم تركه، وتفقّه على القاضي] [٥] أبي يعلى، ولازمه حتّى برع في الفقه، وأفتى ودرّس، وكانت له حلقة بجامع المنصور للفتوى والمناظرة، وكان يلقي المختصرات من تصانيف


[١] في «آ» و «ط» : «توجده» والتصحيح من «وفيات الأعيان» (١/ ٣٠) و «سير أعلام النبلاء» (١٨/ ٤٦٣) .
[٢] في «سير أعلام النبلاء» : «يضيره» وكلاهما بمعنى.
[٣] كذا في «ط» و «طبقات الحنابلة» (٢/ ٢٤٤) و «المنتظم» (٩/ ٨) ، وفي «آ» : «وقرأ القراءات» .
[٤] في «ط» : «وغيرهم» .
[٥] ما بين حاصرتين سقط من «آ» وأثبته من «ط» .

<<  <  ج: ص:  >  >>