للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونزل بقصر الإمارة، وحكم أياما، ثم ضعف وهرب، ثم قبض عليه وشنق.

وفيها المقتدي بالله أبو القاسم عبد الله بن الأمير ذخيرة الدّين محمد بن القائم بأمر الله عبد الله بن القادر بالله أحمد بن الأمير إسحاق بن المقتدر العبّاسي، بويع بالخلافة بعد جدّه في ثالث عشر شعبان، سنة سبع وستين، وله تسع عشرة سنة وثلاثة أشهر.

قال السيوطي في «تاريخ الخلفاء» [١] : مات أبوه في حياة القائم- وهو حمل- فولد بعد وفاة أبيه بستة أشهر، وأمه أم ولد اسمها أرجوان.

وبويع له بالخلافة عند موت جدّه، وكانت البيعة بحضرة الشيخ أبي إسحاق الشيرازي، وابن الصباغ، والدّامغاني، وظهر في أيامه خيرات كثيرة، وآثار حسنة في البلدان.

وكانت قواعد الخلافة في أيامه باهرة وافرة الحرمة، بخلاف من تقدمه.

ومن محاسنه أنه نفى المغنيات والحواظي [٢] ببغداد، وأمر أن لا يدخل أحد الحمّام إلّا بمئزر، وخرّب أبراج الحمام صيانة لحرم الناس.

وكان ديّنا، خيّرا، قوي النفس، عالي الهمّة، من نجباء بني العبّاس.

انتهى.

ومات فجأة في ثامن عشر المحرم، عن تسع وثلاثين سنة، وبويع بعده ابنه المستظهر بالله أحمد، وقيل: إن جاريته [٣] سمّته.

وقال ابن الجوزي: في «الشذور» : توفي المقتدي، وكان أصحّ


[١] انظر «تاريخ الخلفاء» ص (٤٢٣) .
[٢] في «تاريخ الخلفاء» : «والخواطي» .
[٣] في «آ» : «جارته» .

<<  <  ج: ص:  >  >>