للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ضمن الله العصمة في جانبهما، ولم يضمنها في جانب الكشف والإلهام والمشاهدة [١] .

كذا نقله صاحب الأصل [٢] عن غير واحد من المحقّقين، منهم: الشيخ القطب أبو الحسن الشاذلي نفع الله به. انتهى كلام ابن الأهدل بحروفه.

وفيها أبو نصر عبد الرحيم بن الإمام عبد الكريم أبي القاسم بن هوازن القشيري، وكان إماما، مناظرا، مفسّرا، أديبا، علّامة، متكلّما. وهو الذي [كان] أصل الفتنة ببغداد بين الأشاعرة والحنابلة، ثم فتر أمره. وقد روى عن أبي حفص بن مسرور وطبقته، وآخر من روى عنه سبطه أبو سعيد ابن الصفّار. توفي في جمادى الآخرة، وهو في عشر الثمانين، وأصابه فالج في آخر عمره. قاله في «العبر» [٣] .

وقال ابن الأهدل [٤] : ولما توفي دفن بمشهدهم المعروف بهم.

وفيه يقول إمام الحرمين:

يميس بغصن إذا ما بدا ... ويبدو كشمس ويرنو كريم

معاني النجابة مجموعة ... لعبد الرحيم بن عبد الكريم

وحكايته عنه في «النهاية» من أعظم الإنصاف.

ومنه قوله في ولده فضل الله:

كم حسرة لي في الحشا ... من ولدي حين نشا

كنّا نشا فلاحه ... فما نشا كما نشا

انتهى.


[١] في «آ» و «ط» : «والمشاهد» وما أثبته من «غربال الزمان» .
[٢] يعني اليافعي صاحب «مرآة الجنان» الذي اختصر ابن الأهدل كتابه وأضاف إليه إضافات كثيرة في مواطن عديدة.
[٣] (٤/ ٣٣) .
[٤] انظر «مرآة الجنان» (٣/ ٢١٠- ٢١١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>