للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن أك مجزيّا بذنبي فإنني ... بشرّ عقاب المذنبين جدير

وإن يك عفو منه عني ورحمة ... فثمّ نعيم دائم وسرور

ولما اشتد مرض موته قال لولده عبد العزيز:

عبد العزيز خليفتي ... ربّ السماء عليك بعدي

أنا قد عهدت إليك ما ... تدريه فاحفظ فيه عهدي

فلئن عملت به فإن ... ك لا تزال حليف رشد

ولئن نكثت لقد ضلل ... ت وقد نصحتك حسب جهدي

وقال ابن خلّكان [١] : وجدت في مجموع لبعض المغاربة، أن أبا الصّلت المذكور مولده في دانية مدينة من بلاد الأندلس في قران سنة ستين وأربعمائة، وأخذ العلم عن جماعة من أهل الأندلس كأبي الوليد الوقّشي قاضي دانية وغيره، وقدم الإسكندرية مع أمه في يوم عيد الأضحى من سنة تسع وثمانين وأربعمائة، ونفاه الأفضل شاهنشاه [٢] من مصر سنة خمس وخمسمائة، وتردّد بالإسكندرية إلى أن سافر سنة ست وخمسمائة، فحلّ بالمهدية، ونزل من صاحبها علي بن يحيى بن تميم بن المعزّ بن باديس، منزلة جليلة، وولد له بها ولد سمّاه عبد العزيز، وكان شاعرا ماهرا، له في الشطرنج يد بيضاء. وتوفي هذا الولد ببجاية في سنة ست وأربعين وخمسمائة.

وصنف أمية وهو في اعتقال الأفضل بمصر رسالة «العمل بالأسطرلاب» وكتاب «الوجيز» في علم الهيئة، وكتاب «الأدوية المفردة» وكتابا في المنطق سماه «تقويم الأذهان» [٣] وغير ذلك. ولما [٤] صنّف «الوجيز» للأفضل عرضه


[١] انظر «وفيات الأعيان» (١/ ٢٤٦- ٢٤٧) .
[٢] في «آ» و «ط» : «شاهان شاه» وما أثبته من «وفيات الأعيان» .
[٣] في «وفيات الأعيان» : «تقويم الذهن» وهو كذلك في «كشف الظنون» (١/ ٤٦٩) .
[٤] في «ط» : «وبها» .

<<  <  ج: ص:  >  >>