للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومسنونا، فما يتشرّع، ولا يأخذ في غير الأباطيل [١] ولا يشرع إلى غير ذلك من كلام كثير.

وفيها محمود بن بوري بن طغتكين، الملك شهاب الدّين، صاحب دمشق، ولي بعد قتل أخيه شمس الملوك إسماعيل، وكانت أمّه زمرّد هي الكلّ، فلما تزوّج بها الأتابك زنكي وسارت إلى حلب، قام بتدبير المملكة معين الدّين أنر [٢] الطغتكيني، ووثب على محمود هذا جماعة من المماليك فقتلوه في شوال، وأحضروا أخاه محمدا من مدينة بعلبك فملّكوه.

وفيها هبة الله بن سهل السّيّدي أبو محمد البسطامي ثم النيسابوري.

فقيه صالح متعبد، عالي الإسناد. روى عن أبي حفص بن مسرور، وأبي يعلى الصّابوني، والكبار، وتوفي في صفر.

وفيها هبة الله بن الحسين [٣] بن يوسف، وقيل: أحمد، المنعوت بالبديع الأسطرلابي- نسبة إلى الأسطرلاب، بفتح الهمزة، وسكون السين، وضم الطاء، كلمة يونانية معناها ميزان الشمس. وقال بعضهم: «اللاب» اسم الشمس بلسان اليونان، فكأنه قيل: أسطر الشمس إشارة إلى الخطوط التي فيه، قيل: إن أوّل من وضعه بطليموس صاحب المجسطي- كان صاحب الترجمة شاعرا مشهورا، أحد الأدباء الفضلاء، وكان وحيد زمانه في عمل الآلات الفلكية، متقنا لهذه الصناعة، وحصل له من جهة عملها مال جزيل في خلافة المسترشد.


[١] في «نفح الطيب» : «الأضاليل» .
[٢] في «آ» و «ط» و «الكامل في التاريخ» (١١/ ٢٢ و ٣٨ و ٣٠٥) و «وفيات الأعيان» (١/ ٢٩٧) «أنز» بالزاي، وفي «وفيات الأعيان» (٥/ ١٨٤) و «العبر» (٤/ ٩٢) طبع الكويت، و (٢/ ٤٤٥) طبع بيروت و «سير أعلام النبلاء» (٢٠/ ٢٢٩) : «أنر» بالراء وهو ما أثبته.
[٣] تحرف في «آ» و «ط» إلى «الحسن» والتصحيح من «وفيات الأعيان» (٦/ ٥٠) و «معجم الأدباء» (١٩/ ٢٧٣) و «مرآة الجنان» (٣/ ٢٦١) و «سير أعلام النبلاء» (٢٠/ ٥٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>