للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك، واشتغل بالزهد، والعبادة، والرياضة [١] ، والمجاهدة، حتّى صار علما من أعلام الدّين، يهتدي به الخلق إلى الله، ثم قدم بغداد في سنة خمس وخمسمائة وعقد بها مجلس الوعظ بالمدرسة النظامية، وصادف بها قبولا عظيما من الناس، وكان قطب وقته في فنّه.

وذكر ابن النجار في «تاريخه» أن فقيها يقال له ابن السّقّاء سأله عن مسألة وأساء معه الأدب، فقال له الإمام يوسف: اجلس فإني أجد- ويروى أشم- من كلامك رائحة الكفر، وكان أحد القراء حفظة القرآن، فاتفق أنه [٢] تنصّر ومات عليها، نعوذ بالله من سوء الخاتمة، وذلك أنه خرج إلى بلد الرّوم رسولا من الخليفة، فافتتن بابنة الملك، فطلب زواجها فامتنعوا إلّا أن يتنصّر، فتنصّر، ورؤي في القسطنطينية مريضا وبيده خلق مروحة يذب بها الذباب عن وجهه، فسئل عن القرآن، فذكر أنه نسيه إلّا آية واحدة وهي رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ ١٥: ٢ [الحجر: ٢] وذكرت حكاية ابن السّقّاء في «البهجة» المصنفة في مناقب الشيخ عبد القادر، وأن ابتلاءه كان بسبب [٣] إساءته إلى بعض الأولياء، يقال له: الغوث، فالله أعلم.


[١] في «آ» : «والرئاسة» .
[٢] أي السائل.
[٣] في «آ» : «سبب» .

<<  <  ج: ص:  >  >>