للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باب الفراديس، سكنها الشيخ محمد الأسطواني من سنة خمس وأربعين وتسعمائة إلى نيف وسبعين وتسعمائة. كذا رأيته على هامش «طبقات» ابن رجب.

وقال ابن رجب في «الطبقات» [١] : توفي والد عبد الوهاب وهو صغير فاشتغل بنفسه، وتفقّه، وبرع، وناظر، وأفتى، ودرّس الفقه والتفسير، ووعظ، واشتغل عليه خلق كثير، وكان فقيها بارعا وواعظا فصيحا وصدرا معظما، ذا حرمة، وحشمة، وسؤدد ورئاسة ووجاهة وهيبة وجلالة، كان ينشد على الكرسي بجامع دمشق إذا طاب وقته قوله:

سيّدي علّل الفؤاد العليلا ... وأحيني قبل أن تراني قتيلا

إن تكن عازما على قبض روحي ... فترفّق بها قليلا قليلا

ولشرف الإسلام تصانيف في الفقه، والأصول، منها «المنتخب في الفقه» في [٢] مجلدين، و «المفردات» و «البرهان في أصول الدّين» وغير ذلك، وحدّث عن أبيه وغيره، وسمع منه ببغداد ابن كامل.

توفي- رحمه الله- في ليلة الأحد سابع عشر صفر، سنة ست [وثلاثين وخمسمائة] ودفن عند والده بمقابر الشهداء من مقابر الباب الصغير.

وفيها أبو عبد الله المازري محمد بن علي بن عمر المالكي المحدّث، مصنّف «المعلم في شرح مسلم» كان من كبار أئمة زمانه.

قال ابن الأهدل: نسبة إلى مازر بفتح الزاي وكسرها، بلدة بجزيرة صقلية [٣] ، وكان ذا فنون من أئمة المالكية وله «المعلم بفوائد مسلم» ومنه أخذ القاضي عياض شرحه «الإكمال» .


[١] انظر «ذيل طبقات الحنابلة» (١/ ١٩٨- ٢٠٠) .
[٢] لفظة «في» سقطت من «آ» .
[٣] انظر «معجم البلدان» (٥/ ٤٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>