وقال ابن شافع: سار ذكر سبط الخيّاط في الأغوار والأنجاد، ورأس أصحاب الإمام أحمد، وصار واحد وقته ونسيج وحده، لم أسمع في جميع عمري من يقرأ الفاتحة أحسن ولا أفصح منه. وكان جمال العراق بأسره، ظريفا كريما لم يخلّف مثله في أكثر فنونه.
وقال ابن نقطة: كان شيخ العراق، يرجع إلى دين وثقة وأمانة، وكان ثقة صالحا من أئمة المسلمين، وله شعر حسن، فمنه:
يا من تمسّك بالدنيا ولذتها ... وجدّ في جمعها بالكدّ والتعب
هلّا عمرت لدار سوف تسكنها ... دار القرار وفيها معدن الطلب
فعن قليل تراها وهي داثرة ... وقد تمزّق ما جمّعت من نشب
وقوله أيضا:
أيّها الزائرون بعد وفاتي ... جدثا ضمّني ولحدا عميقا
سترون الذي رأيت من المو ... ت عيانا وتسلكون الطريقا
وقوله أيضا:
الفقه علم به الأديان ترتفع ... والنحو عزّ به الإنسان ينتفع
ثم الحديث إذا ما رمته فرج ... من كل معنى به الإنسان يبتدع
ثم الكلام فذره فهو زندقة ... وخرّقه فهو خرق ليس يرتقع
قال ابن الجوزي: توفي بكرة الاثنين ثاني عشر ربيع الآخر، وتوفي في غرفته التي في مسجده فحطّ تابوته بالحبال من سطح المسجد، وأخرج إلى جامع القصر، فصلى عليه عبد القادر، وما رأيت جمعا أكثر من جمعه ودفن في دكة الإمام أحمد عند جده أبي منصور.
وفيها أبو بكر وجيه بن طاهر بن محمد الشحّامي، أخو زاهر، توفي في جمادي الآخرة عن ست وثمانين سنة. سمع القشيري، وأبا حامد