للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال غيره: كان شيخ الشافعية بتلك الدّيار، وله كتاب في المذهب وقف عليه ابن الصلاح وانتخب منه غرائب، وتوفي في شعبان.

وفيها عبد الرحمن بن محمد البوشنجي الخطيبي [١] الفقيه الشافعي، تفقّه على أبي نصر بن القشيري وغيره. احترق في فتنة الغزّ بمرو في المنارة.

قاله ابن الأهدل.

وفيها الملك العادل علي بن السلّار الكردي ثم المصري، وزير الظافر. أقبل من ولاية الإسكندرية إلى القاهرة ليأخذ الوزارة بالقهر، فدخل وحكم، ففرّ الوزير نجم الدّين سليم بن [محمد بن] مصال [٢] ، وجمع العساكر وجاء، فجهز ابن السلّار جيشا لحربه، فالتقوا بدلاص [٣] . فقتل ابن مصال وطيف برأسه في سنة أربع وأربعين، وكان ابن السلّار سنّيا شافعيا شجاعا مقداما، بنى للسّلفيّ مدرسة معروفة، لكنه جبار عنيد، ظالم، شديد البأس، صعب المراس، وكان زوج أم عبّاس بن باديس، فقتله نصر بن عبّاس هذا على فراشه بالقاهرة في المحرم، وولي عبّاس الملك.

وفيها الشهرستاني الأفضل، محمد بن عبد الكريم بن أحمد أبو الفتح الشافعي المتكلم، صاحب التصانيف، أخذ علم النظر والأصول عن أبي القاسم الأنصاري، وأبي نصر بن القشيري، ووعظ ببغداد، وظهر له القبول التام.

قال في «العبر» [٤] : واتهم بمذهب الباطنية.

وقال ابن قاضي شهبة [٥] : صنّف كتبا كثيرة، منها «نهاية الإقدام في علم


[١] انظر «طبقات الشافعية» للإسنوي (١/ ٢١١- ٢١٢) .
[٢] ما بين الحاصرتين مستدرك من «وفيات الأعيان» (٣/ ٤١٦) وحاشية «النجوم الزاهرة» (٥/ ٢٩٥) .
[٣] قال ياقوت في «معجم البلدان» (٢/ ٤٥٩) : دلاص، كورة بصعيد مصر على غربي النيل.
[٤] (٤/ ١٣٢) .
[٥] انظر «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (١/ ٣٦٦- ٣٦٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>