للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محمد بن ملكشاه، وأنشأ له مرستانا يحمل على الجمال في الأسفار، وكان شاعرا خليعا، له ديوان شعر سماه «نهج الوضاعة» [١] يذكر فيه مثالب الشعراء الذين كانوا بدمشق، وكان يهاجي أهل عصره ويرثي من يموت. حبّابا للمجون والهزل، وكان يجلس على دكان بجيرون للطب [٢] ، ويدمن شرب الخمر، ولما مات ابن القيسراني رثاه بقوله:

مذ توفي محمد القيسراني ... هجرت لذّة الكرا أجفاني

لم يفق بعده الفؤاد من الحز ... ن ولا مقلتي من الهملان

في أبيات كثيرة فيها مجون.

ولما مات رثاه عرقلة الدمشقي بقوله:

يا عين سحّي بدمع ساكب ودم ... على الحكيم الذي يكني أبا الحكم

قد كان لا رحم الرّحمن شيبته ... ولا سقى قبره من صيّب الدّيم

شيخا يرى الصلوات الخمس نافلة ... ويستحل دم الحجّاج في الحرم

وفيها عبد الخالق بن زاهر بن طاهر، أبو منصور الشحّامي الشروطي المستملي. سمع من جدّه، وأبي بكر بن خلف، وطبقتهما، وهلك في العقوبة والمطالبة في فتنة الغزّ، وله أربع وسبعون سنة. وكان يملي ويستملي في الآخر.

وفيها الحافظ دادا النّجيب، أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن الحسين ابن محمد بن دادا الجرباذقاني المنعوت بالمنتجب. كان ذا علم ودين [وتعفف متين] أثنى عليه ابن نقطة وغيره. قاله ابن ناصر الدّين [٣] .


[١] واسمه الكامل: «نهج الوضاعة لأولي الخلاعة» كما في «الخريدة» و «نفح الطيب» .
[٢] في «آ» : «للطلب» .
[٣] في «التبيان شرح بديعة البيان» (١٦٤/ آ) وما بين حاصرتين زيادة منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>