للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والخطب، الفقيه الشافعي معين الدّين، المعروف بالخطيب.

قال ابن خلّكان: والحصكفي بكسر الحاء المهملة [١] نسبة إلى حصن كيفا، قلعة حصينة.

[ولد] بطنزة- بطاء مهملة مفتوحة ونون ساكنة وزاي معجمة- وهي بلدة صغيرة بديار بكر فوق الجزيرة. انتهى.

نشأ معين الدّين هذا بحصن كيفا، وقدم بغداد فقرأ الفقه حتّى أجاد فيه، وقرأ الأدب على الخطيب أبي زكريا التبريزي شارح «المقامات» ثم رجع إلى بلاده واستوطن ميّافارقين، وتولى بها الخطابة، وانتصب للإفتاء والاشتغال، وانتفع عليه الناس [٢] .

قال العماد في «الخريدة» : كان علّامة الزمان في علمه، ومعريّ العصر في نثره ونظمه، ولم يزل على ذلك إلى أن توفي في سنة إحدى وخمسين وخمسمائة. قاله الإسنوي [٣] .

وقال ابن شهبة في «تاريخ الإسلام» : له الترصيع البديع، والتجنيس النفيس، والتطبيق والتحقيق، واللفظ الجزل الرقيق، والمعنى السهل العميق، والتقسيم المستقيم، والفضل السائر المقيم، فمن قوله في مليح في خصره زنار:

قد شدّ بالميم الألف ... من جسمه ميم ألف

فقلت إذ مرّ بنا ... بخوط بان منعطف

بالله يا زنّاره ... رفقا به لا ينقصف


[١] كذا في «آ» و «ط» و «طبقات الشافعية» للإسنوي، والذي في «وفيات الأعيان» الذي بين يدي: «بفتح الحاء وسكون الصاد المهملة وفتح الكاف، وفي آخرها فاء» وهو كذلك في «اللباب» (١/ ٣٦٩) .
[٢] في «وفيات الأعيان» : «واشتغل عليه الناس وانتفعوا بصحبته» .
[٣] انظر «طبقات الشافعية» للإسنوي (١/ ٤٣٨- ٤٣٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>