للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو هريرة سعد جابر أنس ... صدّيقة وابن عبّاس كذا ابن عمر

وكان في أبي هريرة دعابة، وكان يخطب ويقول: طرّقوا لأميركم قيل:

وكان يصلي خلف عليّ، ويأكل على سماط معاوية ويعتزل القتال، ويقول:

الصلاة خلف عليّ أتمّ، وسماط معاوية أدسم، وترك القتال أسلم، واستعمله عمر على البحرين، وروى عنه أكثر من ثمانمائة رجل، أسلم عام خيبر سنة سبع، وصدّقه الشيطان ونصحه، فقد ثبت في «الصحيح» عن النبيّ صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة لمّا وكّله النبيّ بحفظ زكاة الفطر، فسرق منه الشيطان ليلة بعد ليلة، وهو يمسكه فيتوب فيطلقه، فيقول له النبيّ صلى الله عليه وسلم: «ما فعل أسيرك البارحة؟» فيقول: زعم أنه لا يعود، فيقول: «إنه سيعود» فلما كان في المرة الثالثة، قال له: دعني حتى [١] أعلّمك ما ينفعك، إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي: الله لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ٢: ٢٥٥ [البقرة: ٢٥٥] إلى آخرها، فإنه لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فلما أخبر النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «صدقك وهو كذوب» . وأخبره أنه شيطان [٢] .

وفيه دليل على أن الإنسيّ أقوى وأشدّ بأسا من الجنيّ كما اختاره الفخر الرازيّ.


[١] لفظة «حتى» سقطت من المطبوع.
[٢] رواه البخاري تعليقا (٤/ ٤٨٧) في الوكالة، باب إذا وكل رجلا فترك الوكيل شيئا فأجازه الموكل فهو جائز، قال الحافظ في الفتح: وقد وصله النسائي والإسماعيلي وأبو نعيم. وانظر «جامع الأصول» لابن الأثير (٨/ ٤٧٧) والتعليق عليه بتحقيقي، وانظر فوائد الحديث في «فتح الباري» لابن حجر (٤/ ٤٨٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>