للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان- رحمه الله تعالى- ظريفا، مزّاحا، ذا نوادر.

فمن نوادره أن بعض أصحابه سأله يوما، فقال: القفا يمد أو يقصر؟

فقال: يمد ثم يقصر.

ولابن الخشّاب شعر كثير حسن، فمنه ما ألغزه في كتابه:

وذي أوجه لكنه غير بائح ... بسرّ وذو الوجهين للسرّ يظهر

[١]

تناجيك [٢] بالأسرار أسرار وجهه ... فتسمعها ما دمت بالعين تبصر

[٣] ومنه لغز في شمعة:

صفراء لا من سقم مسّها ... كيف وكانت أمّها الشافية؟

عارية باطنها مكتس ... فاعجب لها عارية كاسيه

قال ابن الجوزي: مرض ابن الخشّاب نحوا من عشرين يوما، فدخلت عليه قبل موته بيومين وقد يئس من نفسه، فقال لي: عند الله أحتسب نفسي.

وتوفي يوم الجمعة ثالث رمضان، ودفن بمقبرة الإمام أحمد قريبا من بشر الحافي، رضي الله عنهما.

وفيها أبو محمد عبد الله بن منصور بن الموصلي البغدادي [٤] المعدّل. سمع من النّعالي، وتفرّد ب «ديوان المتنبي» عن أبي البركات الوكيل، وعاش ثمانين سنة.

وفيها العاضد لدين الله أبو محمد عبد الله بن يوسف بن الحافظ لدين الله عبد المجيد بن محمد بن المستنصر بن الظاهر بن الحاكم العبيدي


[١] في «آ» و «ط» : «ليس يطهر» وأثبت لفظ «ذيل طبقات الحنابلة» .
[٢] في «ط» : «تناديك» .
[٣] في «ذيل طبقات الحنابلة» : «تنظر» .
[٤] انظر «العبر» (٤/ ١٩٧) و «سير أعلام النبلاء» (٢٠/ ٥٢٩) و «النجوم الزاهرة» (٦/ ٦٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>