للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كثيرة ورقيق كثير، وتحول من الشام إلى مصر في سنة أربع وسبعين ثم مات بالإسكندرية في صفر هذه السنة، فنقلته أخته ستّ الشام ودفنته في مدرستها المعروفة بها بمحلّة العونيّة، ودفنت هي معه وولدها، وكان توران من أجود النّاس وأسخاهم، غارقا في اللّذات، مات وعليه مائتا ألف دينار فوفاها عنه أخوه صلاح الدّين.

قال الفاضل مهذب الدّين أبو طالب محمد بن علي الخيمي، نزيل مصر: رأيته في النّوم فمدحته وهو في القبر، فلف كفنه ورماه إليّ وقال:

لا تستقلّنّ معروفا سمحت به ... ميتا وأصبحت منه عاري البدن

[١]

ولا تظننّ جودي شابه بخل ... من بعد بذلي ملك الشّام واليمن

إني خرجت من الدّنيا وليس معي ... من كلّ ما ملكت كفّي سوى كفني

وفيها أبو الحسن علي بن محمد [٢] بن المبارك بن أحمد بن بكروس الحنبلي البغدادي الفقيه، أخو أبي العبّاس أحمد.

ولد يوم الاثنين ثالث رجب، سنة أربع وخمسمائة، وسمع الحديث من ابن الحصين، وابن السمرقندي، وغيرهما.

وتفقّه في المذهب، وبرع، وأفتى، وناظر ودرّس بمدرسة أخيه آخرا، وصنّف في المذهب، وله كتاب «رؤوس المسائل» وكتاب «الأعلام» وحدّث وسمع منه جماعة، منهم: ابن القطيعي، وروى عنه في «تاريخه» ولزم بيته في آخر عمره لمرض حصل له إلى أن توفي يوم الاثنين ثالث ذي الحجة، ودفن بمقبرة الإمام أحمد.


[١] في «وفيات الأعيان» (١/ ٣٠٩) : «فأمسيت منه عاريا بدني» .
[٢] في «آ» و «ط» : «عبد الله بن محمد» وما أثبته من «ذيل طبقات الحنابلة» (١/ ٣٤٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>