للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحافظ السّلفي زمانا بثغر الإسكندرية، وذكرها في بعض تعاليقه، وأثنى عليها، وكتب بخطّه] عثرت يوما [في منزل سكناي] فانجرحت، فشقّت وليدة في الدار خرقة من خمارها وعصبت به جرحي [١] فقالت:

لو وجدت السّبيل جدت بخدّي ... عوضا عن خمار تلك الوليدة

كيف لي أن أقبّل اليوم رجلا ... سلكت دهرها الطّريق الحميدة

وفيها أبو الفتح الخرقي عبد الله بن أحمد بن أبي [الفتح] الأصبهاني [٢] مسند أصبهان. سمع أبا مطيع المصري، وأحمد بن عبد الله السّوذرجانيّ وانفرد بالرواية عن جماعة. توفي في رجب وله تسع وثمانون سنة، وكان رجلا صالحا.

وفيها الأبله الشاعر صاحب الديوان أبو عبد الله محمد بن بختيار البغدادي [٣] شاب ظريف، وشاعر مفلق، جمع شعره بين الصناعة والرّقّة، وسمي الأبله لذكائه من باب تسمية الشيء بضده كما يقال للأسود كافور.

أنشد الأبله لابن الدّوامي [٤] الحاجب يوما قوله:

زار من أحيا بزورته ... والدّجى في لون طرّته

قمر يثني معاطفه ... بانة في طيّ بردته

بتّ أستجلي المدام على ... غرّة الواشي وغرّته


[١] في «آ» و «ط» : «جرحها» وما أثبته يقتضيه السياق.
[٢] انظر «العبر» (٤/ ٢٣٧) و «سير أعلام النبلاء» (٢١/ ٩٠- ٩١) وما بين الحاصرتين مستدرك منهما.
[٣] انظر «المحمدون من الشعراء وأشعارهم» ص (٢٣٥- ٢٣٦) طبع دار ابن كثير، و «وفيات الأعيان» (٤/ ٤٦٣- ٤٦٥) و «العبر» (٤/ ٢٣٨) و «الوافي بالوفيات» (٢/ ٢٤٤- ٢٤٦) و «النجوم الزاهرة» (٦/ ٩٥- ٩٦) .
[٤] هو عزّ الكفاة الحسن بن هبة الله الدوامي البغدادي، سترد ترجمته في وفيات سنة (٦٤٥) من المجلد السابع إن شاء الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>