للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأخضر، وسمع «صحيح مسلم» من أبي القاسم الهوزني [١] ، ولقي بقرطبة أبا محمد بن عتّاب وطائفة، وبرع في الفقه، والعربية، وانتهت إليه الرئاسة في الحفظ، وقدم للشورى [٢] في سنة إحدى وعشرين وخمسمائة، وعظم جاهه وحرمته، وتوفي في شوال، وله تسعون سنة.

وفيها محيي الدّين قاضي القضاة أبو حامد محمد بن قاضي القضاة كمال الدّين أبي الفضل محمد بن عبد الله بن الشّهرزوري [٣] الشافعي، تفقّه ببغداد على أبي منصور بن الرزّاز، وناب بدمشق عن أبيه، ثم ولي قضاء حلب، ثم الموصل، وتمكن من صاحبها عز الدّين مسعود إلى الغاية.

قال ابن خلّكان: قيل: إنه أنعم في ترسله مرة إلى بغداد بعشرة آلاف دينار على الفقهاء، والأدباء، والشعراء، ويقال: إنه في مدة حكمه بالموصل لم يعتقل غريما على دينارين فما دونها، بل يوفي ذلك عنه، وتحكى [٤] عنه رئاسة ضخمة ومكارم كثيرة.

ومن شعره في وصف جرادة:

لها فخذا بكر وساقا نعامة ... وقادمتا نسر وجؤجؤ ضيغم

حبتها أفاعي الرّمل بطنا وأنعمت ... عليها جياد الخيل بالرأس والفم

وتوفي بالموصل في جمادى الأولى، وله اثنتان وستون سنة.

وفيها محمد بن المبارك بن الحسين أبو عبد الله [٥] بن أبي السعود


[١] تحرفت في «آ» و «ط» إلى «الهوازني» والتصحيح من «العبر» و «سير أعلام النبلاء» .
[٢] تحرفت في «ط» إلى «للستوري» .
[٣] انظر «وفيات الأعيان» (٤/ ٢٤٦- ٢٤٨) و «العبر» (٤/ ٢٥٩) و «طبقات الشافعية» للإسنوي (٢/ ١٠١- ١٠٢) و «مرآة الجنان» (٣/ ٤٣٢) .
[٤] في «وفيات الأعيان» : و «يحكى» .
[٥] في «آ» و «ط» : «ابن عبد الله» وهو خطأ، والتصحيح من «العبر» و «سير أعلام النبلاء» .

<<  <  ج: ص:  >  >>