للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها أبو المرهف وأبو الفتح أيضا، نصر بن منصور بن الحسن النّميري [١] الأديب الشاعر الحنبلي.

ولد يوم الثلاثاء ثالث عشر جمادى الآخرة سنة إحدى وخمسمائة بالرافقة بقرب رقّة الشام، وكان من أولاد أمراء العرب. نشأ بالشام وخالط أهل الأدب، وقال الشعر الفائق وهو مراهق، وأصابه جدري، وله أربع عشرة سنة فضعف بصره حتّى كان لا يبصر إلّا ما قرب منه، ثم قدم بغداد لمعالجة بصره، فأيس [٢] الأطباء منه، فعمي، وأقام ببغداد، وسكن باب الأزج، فحفظ القرآن العظيم، وسمع الحديث من أبي الحصين، والقاضي أبي بكر، وابن ناصر، وغيرهم، وتفقّه وقرأ العربية والأدب على ابن الجواليقي، وصحب العلماء والصالحين، كالشيخ عبد القادر وغيره، ومدح الخلفاء والوزراء، وله ديوان شعر حدّث به، وكان فصيح القول، حسن المعاني، ذا دين وصلاح وتصلب في السّنّة، وسمع منه القطيعي وغيره، وروى عنه جماعة.

ومن شعره- وقد سئل عن مذهبه واعتقاده-:

أحبّ عليا والبتول وولدها ... ولا أجحد الشيخين حقّ التّقدّم

وأبرأ ممّن نال عثمان بالأذى ... كما كنت أبرا من ولاء ابن ملجم

ويعجبني أهل الحديث بصدقهم ... فلست إلى قوم سواهم بمنتمي

[٣]


[١] انظر «سير أعلام النبلاء» (٢١/ ٢١٣- ٢١٤) و «البداية والنهاية» (١٢/ ٣٥٣) و «النجوم الزاهرة» (٦/ ١١٨) و «ذيل طبقات الحنابلة» (١/ ٣٧٤) - ٣٧٦) .
[٢] في «ذيل طبقات الحنابلة» : «فآيسه» .
[٣] كذا هي الشطرة الثانية من البيت في «آ» و «ط» و «البداية والنهاية» و «ذيل طبقات الحنابلة» .
وفي «سير أعلام النبلاء» :
مدى الدهر في أفعالهم والتكلّم

<<  <  ج: ص:  >  >>