للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأقران، وسمع من الفراوي، وزاهر [الشّحاميّ] [١] وخلق، ثم قدم بغداد قبل الستين ودرّس بها ووعظ، ثم قدمها قبل السبعين، ودرّس بالنظامية، وكان إماما في المذهب، والخلاف، والأصول، والتفسير، والوعظ، وروى كتبا كبارا، ونفق كلامه على الناس لحسن سمته، وحلاوة منطقه، وكثر محفوظاته، وكان صاحب قدم راسخ في العبادة، عديم النظير، كبير الشأن، رجع إلى قزوين سنة ثمانين ولزم العبادة إلى أن مات في المحرم.

قال ابن شهبة [٢] : صنّف كتاب «البيان في مسائل القرآن» ردا على الحلولية [٣] والجهمية، وصار رئيس الأصحاب، وكان يتكلم يوما وابن الجوزي يوما، ويحضر الخليفة من وراء الأستار، وتحضر الخلائق والأمم.

انتهى.

وفيها طغرل بك شاه بن أرسلان شاه بن طغرل بك بن محمد شاه السّلجوقي [٤] السلطان، صاحب أذربيجان. طلب السلطنة من الخليفة، وأن يأتي بغداد ويكون على قاعدة الملوك السلجوقية سوى صاحب الرّوم، وكان سفاكا للدماء، قتل خلقا كثيرا.

قال السبط: رأيته وكأن وجهه القمر، ولم ير في زمانه أحسن صورة منه، قصده خوارزم شاه والتقيا على الرّيّ، فجاءته نشّابة في عينه فضربه مملوك له بالسيف فقتله وقطع رأسه، وحمله إلى خوارزم شاه، وهو آخر [الملوك] [٥] السلجوقية، وعدتهم نيف وعشرون ملكا، ومدة ملكهم مائة وستون سنة.


[١] زيادة من «سير أعلام النبلاء» .
[٢] انظر «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (٢/ ٢٨- ٢٩) .
[٣] تحرفت في «آ» إلى «الحولية» .
[٤] انظر «العبر» (٤/ ٢٧٢) و «سير أعلام النبلاء» (٢١/ ٢٦٧- ٢٦٨) .
[٥] ما بين حاصرتين تكملة من «مرآة الزمان» (٨/ ٢٨٤) و «سير أعلام النبلاء» .

<<  <  ج: ص:  >  >>