للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الموصل على دجلة، وأوقف عليه الأوقاف، وكان عليه رواتب كثيرة بحيث لم يدع في الموصل بيت فقير إلّا وأغنى أهله، وكان ديّنا صالحا يتصدق كل يوم خارجا عن الرواتب بمائة دينار، وكان يصوم في السنة ستة أشهر، ومدحته الشعراء، منهم ابن التّعاويذي بقصيدة أولها:

عليل الشّوق فيك متّى يصحّ ... وسكران بخبل كيف يصحو

فأعطاه ألف دينار.

وفيها قوام الدّين بن زبادة يحيى بن سعيد بن هبة الله الواسطي ثم البغدادي [١] صاحب ديوان الإنشاء ببغداد، ومن انتهت إليه صناعة التّرسل مع معرفته بالفقه، والأصول، والكلام، والنحو، والشعر. أخذ عن ابن الجواليقي، وحدّث عن علي بن الصبّاغ، والقاضي الأرّجاني، وولي نظر واسط، ثم ولي حجابة الحجّاب وغير ذلك، وتوفي في ذي الحجّة.

ومن شعره:

باضطراب الزّمان ترتفع الأن ... ذال فيه حتّى يعمّ البلاء

وكذا الماء ساكنا فإذا حرّ ... ك ثارت من قعره الأقذاء

وله أيضا:

لا تغبطنّ وزيرا للملوك وإن ... أناله الدّهر منهم فوق همّته

واعلم بأنّ له يوما تمور به ال ... أرض الوقور كما مارت لهيبته

هارون وهو أخو موسى الشقيق له ... لولا الوزارة لم يأخذ بلحيته


[١] انظر «وفيات الأعيان» (٦/ ٢٤٤- ٢٤٩) و «العبر» (٤/ ٢٨٤) و «سير أعلام النبلاء» (٢١/ ٣٣٦- ٣٣٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>