للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والسيوف المسلولة، وبين يديه ينادى: هذا ملك العلماء. وبنى له الملك عمر ابن شاهنشاه المدرسة المعروفة بمنال العزّ، وانتفع به جماعة كثيرة، وكان جامعا لفنون كثيرة، معظما للعلم وأهله، غير ملتفت إلى أبناء الدّنيا، ووعظ بجامع مصر مدة.

ذكر أبو شامة [١] أنه لما قدم بغداد كان يركب بسنجق والسيوف مسلّلة، والغاشية على رأسه، والطوق في عنق بغلته، فمنع من ذلك، فذهب إلى مصر ووعظ وأظهر مذهب الأشعري ووقع بينه وبين الحنابلة.

وقال غيره [٢] : كان معظما عند الخاص والعام، طويلا مهيبا مقداما يرتاع منه كلّ أحد ويرتاع هو من الخبوشاني، وعليه مدار الفتوى في مذهب الشافعي، وتوفي في ذي القعدة.

وفيها ابن زريق الحدّاد أبو جعفر المبارك بن المبارك بن أحمد الواسطي [٣] شيخ الإقراء.

ولد سنة تسع وخمسمائة، وقرأ على أبيه وعلى سبط الخيّاط، وسمع من أبي علي الفارقي، وعلي بن علي بن شيران، وأجاز له خميس الحوزيّ [٤] وطائفة وتوفي في رمضان.


[١] انظر «ذيل الروضتين» ص (١٨- ١٩) .
[٢] في «سير أعلام النبلاء» : «وقال عبد اللطيف- يعني البغدادي-» .
[٣] انظر «العبر» (٤/ ٢٩٥) و «سير أعلام النبلاء» (٢١/ ٣٢٧- ٣٢٨) .
[٤] تصحفت في «ط» إلى «الجوزي» .

<<  <  ج: ص:  >  >>